حكايات الأطفال الصوتية




لنا حواسنا الخمسة وبها نحصل على المعلومات من حولنا، وفي وقتنا هذا بات الاتجاه لاستقبال المعلومات بعدة حواس في وقت واحد هو الأكثر جذبًا وشيوعًا وانتشارًا، والمقصود باكتساب المعلومات بعدة حواس في وقت واحد أي اكتساب المعلومات من خلال ما يعرف بالوسائط المتعددة مادة مسموعة ومرئية ومقروءة في وقت واحد، ودعونا نخصص الحديث أكثر كي نصل للهدف سريعًا.


الراديو: وسيلة اتصال ونقل للمعلومات تعتمد على استخدام حاسة السمع في التلقي مع إبطاء حاسة البصر في المقابل، هذا الأسلوب من التلقي ينشط الخيال، ويدفع العقل لمحاولة خلق صور لما يتم سماعه، فحين تسمع لفظ "قطة" فإن عقلك سيرسم صورة قطة على الفور، وستختلف بالطبع قطتك الذهنية عن قطة المستمع الذي يجلس بجوارك، فإن أضاف المتحدث عبر الراديو كلمة "بيضاء" فإن قطتك وقطة جارك تشابهتا قليلاً، فكلتاهما بيضاء، فإن أضاف كلمة "صغيرة" زاد التشابه وهكذا، وفي النهاية لابد وأن يبقى اختلاف منبعه خبرات كل مستمع وتجاربه ومعارفه بل ومشاعره وأحاسيسه أيضًا.


التلفزيون: وسيلة اتصال ونقل للمعلومات تعتمد على حاستي السمع والبصر، بل تجعل للبصر القسم الأكبر، وكلما زادت الحواس المستخدمة لتلقي المعلومات كلما ضمر الخيال، فعندما تسمع وتشاهد على شاشة التلفزيون قطة مثلًا، فمؤكد أن كل مشاهد ستتوفر لديه القطة ذاتها ولن تكون هناك اختلافات أو تنوع أو خيال، هذا يعني خلق نسخ شبه مكررة ومطابقة لدي الجميع، ويعني أيضًا الحد من التنوع، وكذلك الدمج في المجموع على حساب الذاتية الفردية.

وأطفالنا اليوم يحملون بداخلهم حبًا شديدًا للتلفزيون وما يماثله من وسائل الحصول على المعلومات ، وعندما نقول المعلومات فلا نعني بالضرورة المعلومات العلمية أو الجادة، وإنما كل ما يمكن اكتسابه يعتبر معلومات وإن كانت ترفيهية كما يحدث عند مشاهدة أحد الرسوم المتحركة، لأجل هذا حرروا عقولكم حين تقرؤون كلامًا كهذا، واستكمالًا للحديث، هؤلاء الأطفال ينجذبون لوسائل تعتمد على عدد اكبر من الحواس وبالتالي تساعد في إنقاص مساحة الخيال.

لأجل هذا كانت محاولتي الجديدة لإكساب الأطفال سلوكًا ومتعة جديدة عبر تقديم عدد من حكايات الأطفال بطريقة الإذاعة المسموعة عبر ملف صوتي mp3 وقد روعي فيه التسجيل بصوت واضح، وبلغة عربية فصحى، توفير خلفيات موسيقية مناسبة للسرد ومساعدة على تلوين المشاعر وخلق الخيال والجو الملائم لكل مسمع – كلمة مسمع هي المقابل لكلمة مشهد في المواد المسموعة المرئية – مع دمج المؤثرات الصوتية اللازمة.


كما روعي تأجيل التتر وما فيه من بيانات حول اسم القصة ومصدرها ومن قام بالمعالجة والتسجيل للنهاية حرصُا على عدم تشتت الطفل في البداية أو اشعاره بالملل، ولتبدو كل قصة بمثابة مفاجأة مشوقة للطفل فيسأل: "ترى أي حكاية سأسمع؟" وفي المقابل كانت التضحية بحقوق العمل والتي قد تتعرض للحذف بفعل ذوي النوايا السيئة والضمائر المنعدمة، لكننا حين نتحدث عن الفن والرسالة التي يسعى إليها فلابد أن نقدم تضحيات تليق بتلك الرسالة

كيف يمكن الإفادة من مثل تلك الحكايات؟

إن الإفادة من تلك الحكايات والمواد المسموعة تحتاج إلى توفير جو ملائم للاستماع، فليس منطقيًا أن تقدم تلك المادة للطفل في وسط النهار وهو في ذروة نشاطه وحيويته، فعندما نسعى لتنشيط الخيال فإننا نحتاج لجو هادئ وجسد مسترخي، لهذا فأفضل الأوقات هو: وقت الاستيقاظ من النوم وتناول وجبة الإفطار، وقت الذهاب للنوم، وقت التنزه بالسيارة أو السفر لمسافات طويلة، ومن المهم تهيئة الجو الملائم للاستماع وذلك بتقليل عوامل التشويش والتشتت كالإضاءة العالية أو التلفزيون أو الالعاب الكثيرة أو الفوضى.


ومن المفيد جدًا مشاركة الأطفال تلك التجربة خاصة في البدايات لعدة أسباب هي:

- إكساب الطفل سلوك الاستماع والإنصات مع تشجيعه على إغماض عينية ومحاولة تخيل الصور والمشاهد التي تروى له.


- الإجابة على تساؤلات الطفل حول معاني بعض المفردات التي ترد في السرد.

- مناقشة الطفل في نهاية القصة حول المعنى الذي حملته القصة مع مراعاة ألا تتم تلك الخطوة بطريقة مماثلة لما يتم في قاعات الدرس.



يكتبسب الأطفال الكثير من السلوكيات عن طريق الإيحاء، وتنتقل إليهم مشاعرنا وانطباعاتنا، لأجل هذا استخدم تعبيرات الوجه والإشارات والألفاظ لتنقل للطفل جمال تجربة الاستماع.

وفي النهاية نقدم لكم مجموعة الحكايات الصوتية آملين أن تحوز على إعجابكم ورضاكم، ووقتًا ممتعًا لأطفالكم إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook