الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

ودارت الأيام

ودارت الأيام


ودارت بنا الأيام .. وعدت بذكرياتي للماضي البعيد .. حين كنت أحتضن دميتي وأتشوق للهواء الندي ورائحة الياسمين .. حين كنت أعد الأيام والليالي ومتى يأتي يوم الرحيل.. الرحيل إلى الأرض الحبيبة .. لازلت أشعر بك يا رمال .. وأذكرك يا شمس العصر وقطعة الحلوى الصغيرة .. وقروشي المعدودة والشطيرة البسيطة .. وألعاب الطفولة .. وأنت في مخيلتي طفل صغير بسروال أرزق وحذاء بسيط ..تعلو ثغرك ابتسامة وفي عينيك صفاء الرباب..ها وقد تعالت أصوات المحركات وستطأ أقدامنا الأرض الطيبة .. كلي شوق إليك يا حبيبتي .. سأرتمي في أحضان رمالك .. وساقبل حباتك .. وسأعدو صوب شجراتك .. وأشرب من مياهك.. وسألقاك شاب في ربيع العمر .. لكن هيهات هيهات.. فلا رمال ولا أشجار ولا مياه .. قد جف النهر .. وماتت الأشجار .. وحتى الرمال أبت البقاء .. لا أجد شيئًا سوى الغربة .. فقد تغير كل ما كان .. وأنت تهت في الزحام .. والوجوه فارقتها البسمات .. أين ذهبت دميتي وأين بيتي القديم؟ ضاقت الطرقات وصغرت منازلنا .. واشتد الزحام والضجيج .. وتفرق الأحباب والأصحاب .. وحتى ذوي الصلة العظيمة فارقونا .. ياليت الطفولة حلم لم يكن لي منه من مفيق .. فأنت يا حبيبتي في ذكرياتي أجمل وأجمل .. لكن الواقع مرير .. أرضك تجافيني .. أهلك عني ينؤون .. وحتى لغتك تغيرت .. والكل في شغل لاهون .. لا أمل في البقاء .. الغربة على أرضك موجعة .. وعلى ارض غيرك سأحيا لأذكرك فقط في طفولتي ماض باسم كابتسامتك أيها الطفل البريء..


سنيورا
نسمه السيد ممدوح
21 أكتوبر 2009م

اتبعني على Facebook