الخميس، 27 أكتوبر 2011

بالأمس كان


بالأمس كان

البارحة.. طيفك في الحلم زارني.. عاتبني ولامني.. أشفق لحالي وسألني: لم يا حبيبتي؟ الدمع في العينين مترقرق؟ لا تبتئس حبيبي.. أبكي على استحياء فلا تراني العيون.. غير عينيك لا حجاب يسترني. وما كان لي لأبحث عن ستر من عينيك.. لا تأسى لحالي.. ما كان الحزن ليطأ قلبًا به سكناك.. وما كان لعينين رأتك يومًا أن تلتهب بما يحرقها.. دموعي كالدواء المر المذاق.. بؤذينا ويشفينا.. تؤذيني لساعات .. فتشفيني أيام وأيام.. بت أستعذب مرارتها .. أبحث عما يفجرها تفجيرًا.. حيث تغلب المادة فينا.. وتتكاثف ثلوج الحياة من حولنا.. أفتش عما يثير بركان نفسي.. فتفيض الحمم ملتهبة تلهب عيني لتطهرها.. وتورد وجنتي بحرقتها.. وتحيي شفتي بملوحتها.. حين نتذوق الملح نذكر حلاوة السكر.. نتوق إليه.. فنبحث عما يبعث السعادة فينا.. عهدتك قويًا.. ما رأيت الدمع في عينيك يومًا.. لكن كنت دومًا ملهمًا لدموعي.. أبكي لأشتاق إليك أكثر.. وأذكرك أكثر.. وأذوب فيك أكثر.. وألتمس فيك سر القوة.. فأملك سر الحياة.. تارة تشرق شمسي بالليل ، وتارة تغيب بالنهار.. تعصف رياح البرد بصيفي تارة.. ويشتد الحر في شتائي تارة أخرى.. تسقط أمطاري متى شاءت.. وتمتنع متى شاءت.. تراني أرى ما ليس بكائن.. ويحجب عن عيني ما ليس بغائب.. بت أزرع السعادة في حقول الأحزان.. فشكرًا لطيفك الكريم.. وشكرًا لسرك الثمين.. أنت الدمع والبسمات.. أنت العزيز في دنيا الصغائر.. أنت الغائب بين الحضور.. وأنت سري المكنون.. المترفع عن أن تبصره العيون.

نسمه السيد ممدوح
27 أكتوبر 2011

اتبعني على Facebook