الاثنين، 18 مايو 2009

إنها تتحدث

إنهـــا تتحــــــــــــــــــــــــــدث

وأضاء الليل بغتة والناس نيام، وسطعت شمس في كبد السماء، وجاء النهار قبل الأوان، وحرارة الشمس أحرقت الأغصان والأحجار، وهوت حبات الزيتون فوق الطرقات تطؤها الأقدام، وشبت النيران في كل مكان، وسقط الأمان صريعًا في ساحة من احجار متناثرة، وسحب الدخان تملأ الأجواء، فغابت السماء عن الأبصار، واختلط الليل بالنهار، فحرارة الشمس تلهب الأجساد وتبكي الورود بدموع حمراء ، تفيض على الطرقات أنهار وأنهار، وظلمة الليل تغلف المكان، ولا تسممع إلا أنين وآهات، وصرخات في كل ركن متهدم تحت الركام والرماد.
وفي الطرقات شيخ يعدو صوب كومة حطام، وآه بين الحين والحين تشق صمت الموت الرهيب، والدخان يملأ المكان ، وفتاة بين الحطام ، وعلى الذراعين محمول جسد صريع تغمره الدماء، يُضم للصدر فيلطخ الثوب المهترئ بدماء طاهرة، رغم برودة الموت محرقة.. وصوت ينادي بلا مجيب..
يا شيخنا مد إلي يدك.. فأنا هنا منذ سنين.. لا أسمع غير أصوات المدافع والصرخات والأنين.. ولازالت دماؤه على صدري تسيل .. ألم يحن الوقت ليتوقف ذاك النزيف؟! أتعبتني الآهات وأرهق ذراعي جسد بارد منذ خمسين عامًا أو يزيد.. آه كم تمنيت أن أريحه وأستريح.. لكنه في كل يوم يموت من جديد.. تقتنصه نيرانهم .. ويتهاوى بين ذراعي صريعًا وتسيل دماؤه لتحرقني من جديد..
ساعدني يا شيخنا فقد لبث الألم فينا سنين .. ونزفت فينا الحرية من الدماء الكثر الكثير .. مد إلي يدك لعلي أنهض بعد تلك السنين.. وأواري الراقد على ذراعي الثرى.. وأمسك بندقيتي ومصحفي لأصون حرمة أنتهكت وطال عليها الأمد بلا معين.. ولأرفع ما بقي من أحجار مسكني .. وأسوي الأرض من حولي .. وأعيد مدينتي للوجود من جديد..

نسمه
سنيورا
مايو 2009م

الأربعاء، 13 مايو 2009

أنت وحدك

أنــــــت وحــــــــــدك

للصيف حرارة خاصة، قد تلهب مشاعرنا وتوقد عواطفنا وتورد خدودنا بحمرة البهجة والسعادة، وقد تحرقنا وتذبل ملامحنا وتحيلنا أعواد تحترق، فمن يضرم النيران ومن يوجهها؟
الشمس تصحو كل يوم من مشرقها، وتكمل مسيرتها لتسطع في كبد السماء برهة، وتعاود رحلتها لتغفو غفوة الليل حتى يحين موعد إشراقها من جديد، والشمس في رحلتها قد تبدو رمزًا للنشاط والحيوية والعمل الدؤوب، وقد تبدو رمزًا للروتين والرتابة والملل، فمن يحدد معناها؟
والصباح الصافي مع حرارة الشمس الدافئة قد يبدو عنوان للأمل والإشراق، وقد يبدو عنوانًا للضجر والتعب والإرهاق، فمن يحدد مغزاه؟
والبحر على امتدادة هو لوحة للرومانسية، وأمواجه في تراقصها كخصلات شعر لفتاة في ربيع العمر تداعبها نسمات الهواء الحانية، وتارة مشهد مخيف لعمق مظلم لا يحمل بين طياته سوى الألم والضياع، فمن يلون البحر بريشته؟
والحب عاطفة قد تحيي القلوب وقد تدمرها ، فمن يحددها؟
أنت وحدك تملك الخيار، أنت وحدك تستطيع أن تجعل من حرارة الصيف نيران تضيء حياتك، أنت وحدك تقدر أن تطفي على الشمس معنى النشاط وتمنح للصباح الأمل، أنت وحددك تملك أن تلون البحر بريشتك لتجعله أكثر روعة وبهاء، وأنت وحدك تملك مفتاح الحب وتقدر أن تجعله نهرًا يروي من حولك.


نسمه
سنيورا
13 مايو 2009م

اتبعني على Facebook