السبت، 12 فبراير 2011

الشبيهان


الشبيهان

بين الزحام.. تطالعني الكثير من العيون.. والكل يضحكون ويتبسمون.. وأنا بينهم بعينين لا تبصر من ضوء الإشراق إلا نزر يسير.. ضممت إلي معطفي وشمس الصيف تلهب كل شيء من حولي.. لكن شتاء نفسي كان أقسى.. وأدنيت قبعتي علَّها تخفي بعضًا من ملامحي.. تلك التي في ربيعها كانت شاحبة.. يائسة.. بائسة.. محطمة الحلم تنشد من يمنحها اليقين.. ومن يملك اليقين؟
بين الوجوه.. اصطدمت عيناي بوجه يشبهني.. إنها صورتي في المرأة لابد.. لكن كنتَ أنتَ بمعطف يشبهني في حر الصيف.. وقبعة زاحفة على عينيك.. ورغم حجابك وسترك كانت ملامحكَ جزء مني .. ضاعت ابتسامتك مثلي.. أنتَ حتمًا تبحث عني..
ياأيها القدر كم كنت كريمًا عطوفًا على بائسين مثلك ومثلي .. أبعد تلك السنين نلتقي بين الزحام.. أنتَ اليقين المفقود في نفسي.. ويقينك عندي.. اقترب نتصافح ليولد معنى جديد هاهنا.. اهدني كتابًا وأمنحك قلمًا.. دعنا نهدي الحياة وجهًا جديدًا يبتسم لمعنى أكثر عمقًا.. إنهم يضحكون من حولنا.. طالعهم هنا وهناك.. يضحكون على واقعهم المرير وهم غافلون..أين الإنسان بينهم؟ ضاع معنى الإنسانية بين الزحام.. وظنوه كلمة أو شعارات.. وفي كل لحظة يقدم الدليل والبرهان.. نعم فَقَدَ الإنسان الكثير ويحتاج لقبلة الحياة.. مد إلي يدك نمنحه إياها بطفل نلقنه الكرم والكرامة .. مد إلي يدك ولنعقد الميثاق.

نسمه السيد ممدوح
11 فبراير 2011


اتبعني على Facebook