الخميس، 30 ديسمبر 2010

إليَّ أيها الصديق!


إليَّ أيها الصديق!

المتاعب والأحزان والهموم من الحقائق الموجودة في الحياة بالفعل، ومن الصعب جدًا أن تجزم بأنه يوجد أشخاص لم يتجرعوا هذا الشراب المر المذاق ولو لمرة واحدة طوال حياتهم، وإن وجد مثل هؤلاء فهم ليسوا سعداء كما قد تتصور للوهلة الأولى، فبما أنهم لم يلمسوا يومًا نار الحزن ولم تكتوي أصابعهم او تكاد بهاـ فهم مؤكد لن يدركوا معنى السعادة، وإنما حياتهم في جملتها حياة روتينية تكاد تكون فارغة خاوية من أي معنى.
وقبل أن تحكم على هذا المنطق بأنه سوداوي في جملته وتفصيله فعليك أن تتذكر أن الأحزان لا تعني الموت أو الفقدان أوالحرمان فقط، ولا تعد النكبات إلا نوعًا أشد وطأةً من الأحزان، ولكن هناك أحزان طبيعية تنشأ بشكل طبيعي كالآمال المتكسرة على صخرة الأيام، المواقف والكلمات الجارحة، الصداقات الواهية التي انتهت تاركة آثارها المؤلمة هنا وهناك، الإعاقات والعيوب الخلقية على اختلافها حتى لو بدت في نظرك صغيرة ولا يُكترث بها، فهي على العكس في نفوس أصحابها، وقل في تفصيل الأحزان كثير.
ورغم ذلك ولو أنك سلمت بما أقول فسيكون من حقك بالفعل أن تتساءل عن حال هؤلاء الذين يبدون لنا سعداء، اولئك الدائمي الابتسام ، والذين هم في كثير من الأحيان مصدر سعادة لغيرهم، فترى المقربين منهم يثنون عليهم بأوصاف تجعلهم أشبه بقنديل من الأمل لا ينطفئ أبدًا، قنديل زيته هو الحب الخالص، من أين أتوا بمثل هذا الزيت؟ ومن أين أتوا بهذا القنديل الغريب الذي يظل مضيئًا لا يرعاه أحد سوى الله؟
هؤلاء الأشخاص ليسوا إلا أناس ناجحين من الناحية النفسية، يملكون قدرات مميزة جعلتهم قادرين على عزل أحزانهم في جانب خاص من جوانب حياتهم، جانب يصعب أن يصل إليه أحد، فقد سمت فيهم الروح كثيرًا حتى أن الأحزان بدت أشياء يحظر على الآخرين الإطلاع عليها، ربما رفع هذا الحظر عن واحد أو اثنين من أقرب المقربين لهم، ولكن مع ذلك تبقى هذه الأحزان دفينة في مكان ما لا يعرف عنها أحد، وعلى نار تلك الأحزان نضجت أفكارهم الغريبة، ترى لهم تطلعات خاصة، آمال لا محدودة، أهداف واسعة، والغريب أن هذه الأفكار ليست شاذة أو مستنكرة، وإنما أفكار سامية تشعر فيها بجمال الروح ونبل الهدف ومشروعية الوسيلة، ورغم هذا فهم غير منفصلين عن حياتهم والمحيطين بهم، إنهم هنا وهناك يبثون شيئًا من الأمل والثقة والسعادة في نفوس الآخرين، ومع الإمتنان والثناء الذي يحصلون عليه لا تبدوا عليهم مظاهر السعادة الجمة ولا تدفعهم للغرور، ويظل التواضع هو الخلق المسيطر في كل الأحوال.
ترى هل التقيت في حياتك بأحد هؤلاء؟ إن كنت قد فعلت فعليك أن تعيد تقييمك لشخص كهذا، لا تحسبه سعيدًا كما قد يبدو لك، ولهذا حاول أنت أن تمنحه السعادة بطريقة أو باخرى، وإن لم تلتقي بمثله فاعلم أنك إن وجدته فسيكون أفضل هدية يمنحك إياها القدر، إن الحياة بقرب هؤلاء متعة ، وإن كسبت صداقته فستلمس أجمل معاني السعادة التي تنبت من بين الأحزان كأنها عين الماء تتفجر وسط الصحراء القاحلة، أو هي الزهرة تنبت بين الأشواك.
ما أجمل أن يرزق المرء بصديق من هذا القبيل، هذا الصديق الذي كان وما يزال دومًا عملة نادرة لا تحصل عليها إلا بمحض المصادفة والنعمة الإلهية، فلا تحسب كل من هو مقرب إليك يشاركك الكثير من أحلامك ويقاسمك أفراحك وأتراحك بمثابة صديق، فالصديق انبل من أن تصفه بالكلمات، إنه من تتجاوز في علاقتك به الحب والأخوة لأبعاد أكثر عمقًا وروعة، فهل ألقاك يومًا أيها الصديق؟!

نسمه السيد ممدوح
29 ديسمبر 2010


الأحد، 26 ديسمبر 2010

حقوق وواجبات


حقوق وواجبات

الحياة مزيج من علاقات كثيرة ومتنوعة، وفي كل علاقة بين اثنين تظهر معادلة الحقوق والواجبات، الغريب أن الكثيرين لا يعيرون هذه المعادلة اهتمامًا كافيًا، وتكون النتيجة معادلة مختلة والمساواة فيها مفقودة أو تكاد تكون كذلك، لكن أين المشكلة؟ يبدو أن الأمر يكمن هناك، نعم في مكان ما داخل عقلك أنت، ولنحلل الأمر معًا وحاول أن تجيب على هذا السؤال: هل تعترف بحقيقة أنه لا توجد حقوق مطلقة تنالها لأنها حقًا لك بالفعل؟
لو نظرنا للموضوع نظرة يخيم عليها التروي والإنصاف فسيبدو بالفعل أنك لا تملك حقوقًا مطلقة يحق لك ان تنالها إلا.. وهنا مربط الفرس إلا إذا كانت هناك واجبات تؤديها على النحو المطلوب تمامًا ودون نسبة خطأ تذكر، وهذا بالطبع أمر مستحيل، فأنت بشر وهم أيضًا كذلك، لهذا اطرح حقيقة الحقوق المطلقة جانبًا وتابع.
إن أول ما تناله في حياتك هو اسمك، والذي منحك الاسم هو والدك، وبالطبع شاركت والدتك في ذلك، وربما شاركهم جدك أو جدتك، لا يهم من اقترح اسمك، المهم أنه كان شيئًا لابد أن تناله وقتها، وكان من حقك في تلك اللحظة وأنت مهيض الجناح لا تعي شيئًا في هذه الحياة ـ كان حقًا لك أن يمنحوك اسمًا حسنًا، لكن هذا الحق لم تناله بدون مقابل، فوالدك أعطاك اسمك واسمه أيضًا، لماذا؟ لتكون في الغد صورة مشرفة تحمل توقيعه، على الأقل لا تزج باسمه الذي اقترن باسمك فيما يشينه ويسيء إليه، أليس هذا واجبًا عليك طوال حياتك؟
في صغرك وجدت من يعطيك الكثير من وقته وطاقته وصبره ـ وأقول ذلك لكي تتذكر مشقة التعامل مع الأطفال في هذا السن المبكر ـ ليلقنك أول حروف العلم ويضعك على طريق المعرفة والنور، ثم تحمل الكثير لتذهب إلى مدرستك وترتقي فيها عامًا بعد عام ، وهناك أيضًا معلم أو معلمون أعطوك الكثير في هذه الناحية، هؤلاء لم يعطوك هذا لأنه حق لك بالفعل، وإنما هم أعطوك ليساعدوك على أداء المطلوب منك فيما بعد، عليك أن تقدم لهذا وذاك الكثير، تصور المسؤولية التي يلقونها على عاتقك في تلك اللحظات وستدرك كم هي ثقيلة وكبيرة وتستحق منك أن توليها أشد اهتمام.
حتى في حياتك العملية، فأنت تعمل لتحصل على مقابل مادي، لكن تذكر أنك مهما فعلت لن تكون عن نفسك صورة صادقة مائة بالمائة، البعض قد يضخم ما يقوم به من أعمال والبعض قد يصغرها، لهذا لا تعتمد على مقياسك الداخلي فقط، إنما هناك الكثير من المقاييس التي يجب أن تضعها في اعتبارك، فهناك زملاءك ـ واحذر فليست كل مقاييسهم سليمة أيضًا وهناك عوامل كثيرة تتدخل في تقييمهم لك ـ اختبارات القدرات وهكذا، لهذا لا تطالب دومًا بالمزيد من الأجر مالم تكن واثقًا من أنك تستحقه بالفعل، وإن قدرت ذلك في نفسك فعليك أن تضع احتمال ولو يسير للخطأ في التقدير، ولهذا اطلب ما تريد دون استخدام مبدأ الحق المطلق كقوة داعمة.
انتظر فالأمر لم يتوقف هنا، فأنت عندما تصاب بالانفعال وتصب انفعالك على زوجتك أو صديقك أو زوجِك او صديقتك أو أحد ابناءك أو أخواتك فلا تطلب منهم تحملك لأنه حق لك، إن كنت جادًا في طلبه كحق فعليك أن تقرر أولاً إن كنت تفي بهذا الواجب تجاههم أم لا، ولو أنك قدرت الموقف في هدوء ستجد أنك لم تقدم ما ينبغي لهذا لا تطلب منهم تحملك كحق، إذن ماذا تفعل؟
الإجابة بسيطة جدًا حاول أن تطلب ماتريد بعيدًا عن مبدأ الحقوق والواجبات، اطلب ما تريد بلطف، اجعل ابتسامتك هي وسيلتك لنيل هذا، وتذكر أن لكل إنسان مفتاحه الخاص الذي يمكن من خلاله فتح الباب والولوج منه، وهناك دومًا باب خلفي هنا أو هناك ابحث عن هذا الباب واعبر منه بأدب لتخاطب العقل بحرية.
كن ممتنًا بدرجة معقولة ومتزنة لكل من قدم لك شيئًا، ليس كل ما تحصل عليه حق، وليس كل ما تقدمه واجب، لا توجد حقوق أو واجبات مطلقة وهذا يكفي.

نسمه السيد ممدوح
26 ديسمبر 2010


اختر القناة المناسبة.. لا تحاول تغيير التردد


اختر القناة المناسبة.. لا تحاول تغيير التردد

في علم الاتصال تبدو الحياة بجملتها عبارة عن عمليات اتصال متتالية ومتشابكة أيضًا، فعندما تلقي على أحدهم تحية الصباح فإنك مرسل لرسالة محتواها "صباح الخير" والطرف الآخر هو مستقبل لرسالتك التي حملتها قناة أو وسيلة هي الكلام المنطوق والذي شارك فيه لسانك وشفتيك وكذلك أذن شريكك، هناك إذن مرسل ومستقبل ورسالة ووسيلة، وهذه الصورة تتكرر آلاف بل ملايين المرات في اليوم الواحد، هناك رسائل منطوقة وأخرى مكتوبة وهكذا، وهناك رسائل رمزية تعتمد عل إشارات الأيدي وتغير ملامح الوجه وحركات الرأس وقل في ذلك كثير.
لكن حين نتحدث دومًا عن الطريقة المثلى للتحدث مع الآخرين فإننا نركز اهتمامنا ونصبه على محتوى ما نقول أو كيف نقول هذا أو ذاك، وننسى في الكثير جدًا الوسيلة أو القناة التي نستخدمها لنقل الرسالة، واختيار القناة المناسبة هو مما يدل على سعة أفقك كمرسل ومدى احترامك وتقديرك للمستقبل، دعني أقدم لك مثالاً بسيطًا: عندما ترسل إشارة تأكيد بإيماءة رأس لصديق لك يعاني من قصر النظر فهل يدل ذلك على توفيقك في اختيار وسيلة التعبير أو قناة الاتصال بينكما؟ هذا لا يدل إطلاقًا على أنك أصبت الاختيار، كما أنه يدل على قلة تقديرك واحترامك لصديقك أيضًا، فمن الأدب ومراعاة مشاعر الآخرين أن تضع دومًا قدراتهم على اختلافها في حسابك عندما تتعامل معهم حتى في أبسط المواقف، فالمواقف التي تبدو لك بسيطة تكون أقوى تأثيرًا في نفوس الآخرين لأنها تعطي انطباعًا دقيقًا عن شخصيتك في حالتها الطبيعية، فبدلاً من أن تستخدم اشارت الراس تحدث بصوت مسموع وواضح هذا أفضل لكليكما، فهو سيستقبل رسالتك بوضوح وسيكون ممتنًا لك أيضًا حتى لو لم يعبر لك عن ذلك.
في موقف آخر تكون أنت فيه المستقبل للرسالة، وعندما يوجه لك أحدهم رسالة ما عبر قناة معينة، فمن دواعي الأدب واللباقة أن تجيب عليه على نفس القناة، لا تحاول تغيير التردد أو العبث بجهاز التحكم عن بعد، هذا يدل على قلة اكتراثك وتقديرك للطرف الآخر، فعندما تنشب مشكلة بينك وبين زوجتك وتفاجأ برسالة مكتوبة تصلك منها تناقشك فيما حدث، فالسلوك الذي يفترض عليك اتباعه في تلك اللحظة هو الرد عليها برسالة مكتوبة أيضًا، احترم اختيارها في البداية حتى لو لم تتوصل لدوافع ذلك.
هناك إذن آداب خاصة عند إدارة أي اتصال بين شخصين، ولكي تحصل على احترام الآخرين وتقديرهم لك حاول أن تلم بهذه الآداب، وتأملاتك الخاصة ستوصلك حتمًا لها: اختر الوسيلة المناسبة، ضع في مقدراتك إمكانيات الطرف الآخر العقلية والحسية أيضَا، لا تحاول تغيير قناة الاتصال دون سبب قوي، أجب دومًا بنفس اللغة إن كنت تتقنها، تحدث بلغة تقدر بنسبة تسعين بالمائة إجادة مستقبل رسالتك لها، لا داعي للتأنق مالم ترغب في أن توصل رسالة تفيد بأنك شخص لا يحترم الآخرين ويرى رأسه أعلى من بقية الرؤوس، وثق بأن من تطاولت قامته كثيرًا سهل اسقاطه.

نسمه السيد ممدوح
24 ديسمبر 2010

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

أختي


أختـــــــــــــــــــــــي

ترى ماذا تعني لك كلمة أختي؟ ألم تفكر بهذا السؤال من قبل؟ لا بأس فقد حان الوقت إذن لتبحث عن إجابة حقيقية وصادقة لهذا السؤال: من هي أختك؟ أي جزء تشغله في حياتك؟
إنه لمن المؤسف حقًا أن تكون وحيدًا بلا أخت، أو أن تكون لك أخت دون علاقات تربطكما معًا، فالأخت نموذج مختلف تمامًا في حياة الرجل بصفة خاصة، هل ارتبت يومًا في أنك تكن الكثير من الحب لأمك؟ الجواب الطبيعي للنفس السوية هو لا، إذن ماذا تكن لأختك؟ تذكر أنها صورة مصغرة من أمك، فالأنثى تولد أمًا حتى لو لم تكن في يوم من الأيام زوجة، كل ما في الأمر أنك لم تمنح نفسك الفرصة لتكون ابن لها تحظى بحبها وحنانها وتدليلها لك، صورة غريبة بعض الشيء إن أنت نظرت إليها بسطحية، لكن لا بأس دعنا نتشارك قليلاً في رسم بعض اللوحات واختر أنت ما يناسبك من تعليق عليها.
تصور نفسك في حالة اضطراب نفسي، تعاني من الكثير، الضغوط تكاد تحطم أضلاعك، صدرك يكاد يضيق حتى بما يدخل إليه من أنفاس الهواء، تبحث عمن تبثه شكواك ، فتحتار كثيرًا في اختياره، والدك محمل هو الآخر بالكثير والكثير، أمك ستصاب بالحزن والألم العميق إن أنت شاطرتها متاعبك، قد لا يكون لك نصيب من صديق حميم، لا زوجة أو خطيبة في حياتك، وحتى إن وجدت فبعض ما يجثم على أنفاسك قد لا تشاطرها إياه، تحتاج لأم من نوع مختلف، أم تملك بين جنباتها الحنان والحب والدفء، وعلى ذات الجانب تحمل التعقل والتجلد، أم ستضمك إليها وتخلي لك السبيل، قل قدر ما تريد، تحدث دون حساب للنتائج، في النهاية ستتحول إلى ما يشبه الطبيب، تبحث لك عن الدواء دون عواطف قد تشتت الفكر وتربكه، أليست أختك هي الوحيدة التي تملك مفتاح هذا التحول الوحيد؟ أتصورت نفسك يومًا جالسًا بين يديها تبثها كل ما تريد دون تفكير أو تخطيط، اتصورت رأسك قد مالت على كتفها تخاطب فيها الأم الحنون؟
دعك من الصور التي تنتابها الآلام والضغوط ولأحدثك عن صور من الحياة اليومية المعتادة، قل مثلاً أن تشعر بالجوع، جرب أن تطلب من أختك بلطف أن تعد لك شيءً معينًا من الطعام، ابتسم لها، اخبرها أنك تشتاق لمذاق هذا الطبق لأنها تعده على نحو مميز، ثم تأملها حين تعده وتقدمه لك، حاول أن تقرأ ما تقوله عينيها، لا تكن بخيلاً جرب أن تقدم لها الشكر وتشعرها بالإمتنان، ما رأيك أن تعيد التجربة لاحقًا، ولك أن تتصور مدى سعادتك وشعورك بلمسة أمك في يديها وعينيها.
مرة اخرى تصور نفسك متعبًا منهكًا أو أن المرض داهمك ذات يوم، حينها جرب أن تشاطر أختك آلامك، ثم انظر إلى عينيها حين تقدم لك الدواء، اليست تلك هي جزء من نظرات امك إليك، بدلاً من هذا تصور أن تطلب من أختك بلطف أن تتهيأ لأنك تريد أن تصحبها في نزهة خاصة، حاول أن تنظر إليها كثيرًا وشاطرها أحلامك ، فكر في أنك ستعيش يومًا مختلفًا عما تقضيه بصحبة رفاقك، المذاق سيكون مختلفًا لكن حتمًا سيكون ممتعًا.
درب نفسك على أن تلقي عليها تحية الصباح بحب، أوثق الرباط بينك وبينها حتى في المنزل الكبير، تذكر أنها صورة أمك في شبابها، ألم تتساءل يومًا كيف كانت أمي فيما مضى؟ تصور أنها أختك، إنه لشعور رائع أن تحيا بقرب أخت تحبك وتدللك كابنها بحق، لا تفكر أنها أكبر أو اصغر منك عمرًا، ففي كل الأحوال هي أنثى تحمل قلب الأم بين ضلوعها.
فإن كانت لك أخت كهذه فهنيئًا لك بها، وإن كانت لك وأنت لا تعرف فيها جوانب الأمومة فحاول أن تطرق أبوابها، لا تفوت تلك اللذة، وإن لم تكن لك أخت على الإطلاق فأنا آسفة لأجلك، فقد فاتك الكثير في حياتك.

نسمه السيد ممدوح
22 ديسمبر2010


الاثنين، 20 ديسمبر 2010

فن الاعتذار


فن الاعتذار

ترى هل فكرت يومًا بأن للاعتذار فن عليك أن تتعلمه؟! لا تتوقف كثيرًا لتوجه استنكارًا، ولكن تمهل فقليل من التروي سيقودك للتصديق.
كيف تقدم اعتذارًا لأحد؟ كيف تقبل اعتذار أحدهم؟ هذه ليست بالمهام السهلة على الإطلاق، فمادام الاعتذار يعني إقرارًا بالخطأ، والخطأ ثقيل على النفس لكونه خادشًا لكبريائها الطبيعي، فإن هذا الاعتراف بالخطأ له من الثقل ما تنوء بحمله النفس، وفي قبوله أيضًا بحاجة لفن حتى لا يقع الحمل على صاحبه فيسحقه تحت وطأته، لهذا كان هناك فن للاعتذار لا يجيده سوى ذوي الأرواح السامية.
فعندما يبدر منك الخطأ عفوًا أو عمدًا وهو الأسوأ، وعندما تحمل بداخلك قدرًا متوازنًا من احترام الذات وتقديرها، فمؤكد ستشعر بالكثير والكثير جدًا من الخجل، هذا الخجل وما يستتبعه من توبيخ داخلي هو أشد ألوان العقاب بالفعل، فليس أسوا من أن تصغر صورتك امام نفسك، إنه صراع عنيف يحتدم داخل الإنسان، ربما يكون حسمه في أحد حلين، إما زيادة في إهانة النفس بالمزيد من الغرور والتكبر والتعالي على ما حدث، وبهذا تعيش في عذاب أبدي بلا نهاية كلما انتابتك ساعة الإفاقة، وربما كان الحل الآخر هو تقديم الاعتذار صراحة، وبه تكسر القفل وتخرج من زنزانتك، لكن هذا القفل بالمتانة التي تجعل كسره امرًا عسيرًا جدًا يحتاج منك قدرًا كبيرًا من الشجاعة، لكن من الجميل أن تذكر ان ليست كلمة "انا آسف سامحني" هي السبيل الوحيد لذلك، قد تكون نظرتك أو القاؤك لتحية الصباح أو اسداؤك لخدمة بديلًا لها، لكن لكل شخص تقدم له اعتذارك ما يناسبه.
وحين تكون أنت الطرف الآخر قابل الاعتذار، فعليك أن تذكر مدى المشقة التي يلاقيها من يقدم لك اعتذاره، والأجدر بك أن تتحلى بالكرم في موقف كهذا، فتلك اللحظة حاسمة بحيث لا تحتمل التوبيخ والنصح في حينه، نحي هذا جانبًا ولو لبعض الوقت، واكتفي بهذا الاعتراف الصريح بالخطأ، وكن رحيمًا بالآخرين، فلا تطل لحظات رد الفعل، لا تتجنب نظرته إليك فتزيد عذابه قوة، شجعه بابتسامة منك، وإن أبدى إليك إشارة تفيد اعتذاره فاقبلها دون أن تجرحه بذلك، إن ألقى عليك التحية أو قدم لك شيئًا تحتاجه في صمت، فابتسم بلطف وقدم له الشكر، اجعل عينيك تخاطب عينيه، لا داعي للعبارات التقليدية: "قبلت اعتذارك" "أسامحك" ، كن أكثر لطفًا فتلك قد تزيد وطأة الموقف.
وعلى كل حال قدر نفسك أكثر، وجنبها ارتكاب الأخطاء قدر الإمكان، فمهما يكن من فن الاعتذار فهو صعب ثقيل على النفس، ومادمنا نحن بشر فعلينا أن نتقن هذا الفن ونتشربه، فلا تكن قاسيًا على نفسك وعلى الآخرين.

نسمه السيد ممدوح
16 ديسمبر 2010


الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

المشاعر حقيقة لا حقيقة لها


المشاعر حقيقة لا حقيقة لها

العقل هو ذاك المدبر المفكر ، وهو قائدك في معركة الحياة، يضع الخطط للعمل والحركة، يرسم الأهداف ويقدر الأخطار، وإن كان عقلك حكيمًا، وقائدًا ذو روية، فمؤكد سيكون له مستشارين من حوله، والقلب سيكون بالطبع أحدهم، فالقلب يرى أطياف غريبة لا ملامح لها يعجز عن فهم كنهها العقل بفكره الجاد، فالعقل هو الرياضي البحت، يتعامل مع الحقائق الجافة من الأرقام والإشارات والرموز، أما القلب فهو ذاك الرسام، هو الفنان الذي يرى النور إشارة لمعنى، والنقطة السوداء رمز لكذا، وكلاهما لا يقوى على الحياة دون الآخر ولابد لهما من التآزر والتشاور على طول الخط.
والمشاعر حقيقة من الحقائق الغريبة في الحياة، إنها شيء إن وضع أمام العقل وحده حيره، وإن ظل يقلبه يمينًا ويسارًا جن جنونه دون فائدة، فهي شيء مبهم غريب، كلما قلبه تارة تغير لونه وشكله، ولا يدرك كنه ذلك الشيء سوى القلب، وحده يرى ملامحة جلية واضحة، فالمشاعر هي الحقيقة التي لا حقيقة لها بالفعل، وإنما هي لوحة مختلطة يرى فيها كل فنان شيئًا مختلفًا يحسبه الحقيقة، وهي وإن كانت كذلك أكثر عمقًا من المحيط، وغموضًا من الفضاء، فماذا تراك تفعل حيالها؟
فقط سلم بها دون أن تخضعها لمقياس العقل وحده، لا توجد مشاعر صحيحة وأخرى خاطئة، وإنما هناك حقيقة مشاعر مؤسسة على أعمدة قد تكون سامية في ذاتها ، حسنة في مظهرها، أو مشوهة في روحها، منفرة في ملامحها، والأعمدة لا تنبت من العدم، هناك أيد وضعتها هنا أو هناك، ولا لوم على البناء إن كان من ارسى الأساس يستحق اللوم بجدارة.
وما تبصره عيناك من كل ذلك ليس إلا نزرًا يسيرًا، ألم تقدم لأحدهم مساعدة بسيطة وتراها تترك داخله أثرًا يتجاوزها أضعاف مضاعفة؟! ألم توجه كلمة عارضة لأحدهم دون قصد فتكسره بأكثر مما تتصور، ولا تكتفي فقط بخدش جوهره؟! ألم تقدم هدية ثمينة لغيره وتراه يتقبلها ببرود وعيناه تقطر بالدمع الصامت؟! لا تحسب ذاك يعشق المبالغة، أو أن الآخر ممثل بارع، أو أن ثالثهم متكبر مغرور، أنت لا ترى غير مقدمات يأتي وراءها الكثير من الخفايا، قد لا تتاح لك فرصة معرفة المزيد لكن ثق أن وراء هؤلاء الكثير والكثير من الحقائق والأعمدة التي أسست مشاعرهم تجاهك في هذه اللحظة أو تلك، قد تكون قد غرست بيدك أحد تلك الأعمدة، قد تكون مسؤولاً عن مشاعر سلبية أو إيجابية، لكن تذكر ألا تحكم عليهم بعقلك فقط، وإن فعلت فأنت كالقاضي المستبد بالرأي لا يسمع لمستشاريه، وإن تحدثوا عمدًا صم هو أذنيه ونطق بالحكم.
فلا تكن قاضيَا ظالمًا فتقع يومًا فريسة لحكمه عليك.

نسمه السيد ممدوح
13 ديسمبر 2010

النور والظل


النور والظل

أنت وأنا قصة النور والظل.. إن جئت عن يمين الشي كنت أنا عن يساره، فإن سعيت إلي ابتعدتُ عنكَ بقدر دنوك مني.. وإن حاولتُ عبثًا الهرب منك جذبتني إليك بطاقة سحرية.. ارتباط أبدي بلا فكاك.. ندور وندور بلا لقاء .. فإن أتيتَ من فوقي اختفيتُ وضيعتني .. وإن تواجهنا استحلنا.. فتقضي علي أو أقضي عليكَ في ساحة قتال شاذة غريبة.. لهذا كان الحب بيننا دومًا رسولًا لاهثًا.. يحمل منكَ وإليكَ .. يركض بيننا في حلقة مغلقة.. الكل فيها يدور والمسافات ثابتة .. وإن حاولنا تغييرها فشلنا.. هذا هو القدر يا حبي.. نتجاذب ونتباعد وندور.. فنحب ونشتاق ونتعذب.. نأمل ونحلم ونفيق.. هكذا بلا نهاية تدور بنا الأحوال.. ونحن دومًا كالنور والظل متلازمان مختلفان متباعدان..

نسمه السيد ممدوح
16 ديسمبر 2010


الاثنين، 13 ديسمبر 2010

السر يكمن داخلك


السر يكمن داخلك

البحر.. إن أردت أن تصف البحر فستحتار في وصفه، وستجد أن كل إنسان يصفه من منظوره الخاص ، فقد يصفه الجغرافي على أنه مسطح مائي كبير ذو ماء مالح، ويصفه الأديب على أنه الملهم للشعراء والموقد للمشاعر، ويصفه البحار بأنه حقل العمل والحركة بلا حدود، ويصفه الغواص على أنه العالم الذي لا يعلم عنه الآخرون سوى القليل، وأنه عالم آخر بأنماط عديدة للحياة داخله.
وقد ترى الشخص المرح ينظر إلى البحر ويصفه بأنه رمز للحيوية والابتهاج والتفاؤل، وينظر إليه اليائس على أنه رمز الموت والغرق والضياع، وهكذا كلٌ ينظر إليه كما يشاء على أن البحر في كل الأحوال واحد، وكذلك الحياة، إن أردتها مبهجة تجدها كذلك، وإن أردتها مظلمة كانت كذلك، وفي كل موقف أنت مخير بين اللون الأبيض الذي يكسوا الأحداث والأشخاص بالحسن، وبين اللون الأسود الذي يكسوهم بالقتامة.
فبداخل كل منا طاقة خاصة تشكل كل شيء من حوله، قد تكون إيجابية أو سلبية ، وعلى كل حال أنت المسؤول عن تلك الطاقة وتوجيهها، وربما عليك أن تتعلم كيف توجه تلك الطاقة لصالحك، فهي إما طاقة إيجابية تدفعك للعمل والتطور والعيش باستقرار وألفة مع النفس والآخرين، وإما طاقة سلبية تدفعك للهلاك، وليس أقسى على المرء من أن تهلك نفسه وروحه ولن يفيد الجسد حينها ولو بقي.

نسمه السيد ممدوح
22 مايو 2010


الأحد، 12 ديسمبر 2010

ماءُ النسيان.. وذَهَبُ الخلود


ماءُ النسيان.. وذَهَبُ الخلود

لا تكتب لي حبيبي بمحبرة من الماء.. واكتب عني بخيوط الذهب .. فحرارة الحياة تبخر سطور الماء .. ولا يبقى منها غير صفحات بيض خاويات.. لا حروف ولا معاني .. فقط بياض النسيان.. والذهب إن مسه لهيب الزمن سال .. فتمدد وتغير شكله أو كاد.. وعلى كل صورة هو باقٍ.. صامد يواجه التقويم مهما زادت به السنوات .. منفرد في مواجهة الريح.. ثمين مهما رخص من حوله البشر .. عزيز أن يقذف هنا أو هناك .. كريم يأبي الأسطح التي تلتهمها عيون الناظرين .. عفيف في المخدع ودومًا مصون .. فاكتب عني بالذهب أبقى ما بقي الزمان .. وأحيا في عقلك وقلبك وروحك للابد..

نسمه السيد ممدوح
12 ديسمبر 2010


الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

ليلـــــــــة وأنيــــــــــــن


ليلـــــــــة وأنيــــــــــــن

إليَّ يا قيثارتي الحزينة.. إليَّ يا مؤنسة الليل الطويل .. أطوقك بذراعي.. وادغدغ أوتارك فتئن من قسوة البرد في أناملي المرتجفة.. إليَّ ولا تتمنعي تكفيني آمالي الشاردة وأحلامي الجامحة.. إليَّ أبثك بعضًا من سري .. بلا كلمات.. بلا حروف .. تكفينا اللمسات تارة.. والضربات تارة..
إليَّ يا جليستي في ليلة لا تعرف السأم .. ونهارٍ أبى المجيء.. إليَّ وأخبريني عن ذي الوجه الطليق.. إلى أي شاطيء قذفت به الأيام .. أفي سنينًا مضت؟ أم غدًا تنتهي به الرحلة على ضفة قريب؟ إليَّ وخبريني عن حلم قذفته في البحر يومًا.. أطاف حتى بلغ اليد؟ أم ضاع في الأعماق بلا أمل في النجاة من جديد؟
ألديك الجواب يا حبيبتي؟ فهلمي به إلي .. أم تبغين المزيد من الكؤوس المالحة بها ترتوين؟ لا أسمع لك صوتًا غير الأنين.. ومعذورة أنتِ إن كنتِ لا تملكين لسانًا به تتكلمين.. وكم أنت قاسية يا نفسي على بكماء مسكين.. بؤسًا لك مضطربة قلقة بلا هدى.. صبرًا فغدًا يأتينا اليقين..

نسمه السيد ممدوح
30 نوفمبر 2010

الجمعة، 26 نوفمبر 2010

شكــــــــــــــــرًا

شكــــــــــــــــرًا

ومضت الأيام طويلة من بعد فراقنا.. لا أنا تغيرت ولا أبيض تاجي.. وأحلامي ما تزال شابة بهية.. وانقضى من العمر ما انقضى.. والدرس أبدًا ما نسيته: انظري حبيبتي وتبسمي.. فالبسمة شفاء لكل قلب عليل.. وإن كان العليل لا يقوى عليها؟ تبسمي فهي شفاء للآخرين.. فيهدوك الدواء.. بسمة على الثغر تضيء لك الدنيا من جديد ..
ويوم فراقنا .. محيت باناملك عبراتي وقلت تبسمي حبيبتي .. اسقيني الدواء بشفتيك .. وحتى نلتقي من بعد حين .. تبسمي لأجلك .. ولأجلي حبيبتي .. فيومًا نلتقي بلا دموع ..
شكرًا حبيبي. فقد طال بنا الإنتظار .. والبسمة لا تزال لي هي الرفيق .. وهي خير طبيب .. وسلاح يحميني من شبح اليأس .. ويد حانية تداعب قلبي إن اشتدت بي الأشواق.. فلا أقول إلا شكرًا حبيبي.. شكرًا حبيبي..

نسمه السيد ممدوح
25 نوفمبر 2010

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

الشتاء والقلوب


الشتاء والقلوب

الشتاء فصل شديد البرودة، وكثيرًا ما يكون ثقيلاً على النفس، ولكن على كل حال هو ضيف يأتي كل عام ولا يلبث أن يرحل في موعده ليكرر زيارته في العام القادم، نحن نعرف متى يأتي ومتى يغادر؛ لكن هناك شتاء من نوع آخر يأتي دون موعد، وقد ينتهي أو لا، فهو أمر يصعب التكهن به.
في الشتاء توقد النار باختلاف أشكالها للتدفئة، وقلما تجد شخصًا يشعر بالبرد لا يسعى للدفء بنفسه، ومع ذلك فهناك كثيرون يأتيهم شتاء القلوب ببرودته وقسوته، وللأسف يستسلمون له، يستغذبون البرد متناسين أنهم يومًا ما سيصبحون قطعةً من جليد بلا إحساس، فالقلب أيضًا بحاجة للدفء، وبحاجة لأن تسعى لتدفئته، لا بالأخشاب والحطب المشتعل، ولا بالمعاطف والفراء، ولكن بشيء يوقد النار فيه حقًا، ويوقظ ما نام لفترات طويلة هربًا من البرد، اجترار الذكريات، معايشة أحداث جديدة ولو في دنيا الخيال، رواية حزينة قد تكون أقوى تاثيرًا من الكوميديا والمرح، معاني خالصة من الحب والتضحية والوفاء والإخلاص والصداقة، كلها وقود رائع لنار تدفء القلب وتعيد إليه الحياة.
لهذا قد نستعذب الحزن أحيانًا، نسعى لتعذيب قلوبنا في لحظات ما لنحييها لا لنقتلها بالألم، فهذا الألم يختلف عن معايشته الحقيقة، ولن تتذوق لذة السعادة مالم تعايش قسوة الحزن ولو في طيات عقلك، لن تشعر بمن حولك مالم تبحر في عالم آخر من الأشخاص المختلفون عنك، تقرأ عنهم، تطالع صورهم، تتخيل وجودهم، تحاول أن تفهم من هم؟ كيف يحيون؟ تشاركهم حياتهم، ذكرياتهم، أحلامهم، حينها ستشعر بذاتك وبكل من حولك
فتذكر ألا تسلم قلبك للبرد، حتى لا يأتي يومًا تفقده للابد.

نسمه السيد ممدوح
22 نوفمبر 2010

الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

اللوح الأبيض



الكتابة وسيلة مميزة الحوار المباشر والغير مباشر، والعبارة الموجزة أبلغ رسول ينقل المعنى بخفة ورشاقة من حيث كتبت لحيث يقرأ الآخرون، قد لا تذكر اسم احدهم في صدر الرسالة، قد لا ترسل نظراتك لأحد على أنه المقصود، لكن على كل سيصيب السهم يومًا ما ويصل لغايته.
قد تبدو فكرة طريفة أن تتخيل وجود لوح أبيض وقلم تدون عليه يوميًا عبارة ما، قد تعبر عن شيء داخلك في تلك اللحظة، قد ترسل رسالة شفرية لأحدهم، قد تعبر عن معنى او فكرة خاصة وقد وقد وقد، المهم أنك ستخلق عادة مميزة ووسيلة جديدة للتخاطب مع الآخرين بلطف، قد يشتركون معك وتظهر المتعة بشكل أكبر، وقد ينتظر كل واحد منهم رسالة غد، ولمن ستكون؟ وعن ماذا سوف تتحدث؟
مع مرور الأيام ستجتمع لديك حصيلة مميزة من العبارات ذات المعاني والدلالات، ربما أنت لم تدري قبل ذلك أن بمقدورك أن تكتب هكذا لكن على كل حال هذه الفكرة نشأت بالفعل وكانت قيد تجربتي الخاصة، لازلت أكتب وحدي، ربما مع الوقت شاركني الآخرون، ومهما يكن فقد تكونت لدي حصيلة ولو قليلة من العبارات إليكم بعضًا منها:
***

لا تهدي الأمي كتابًا في الحب فيمزقه، ولكن علمه أبجديته
***

العلم حركة اتجاهها الهدف
***

أن تامل في المستحيل الأبدي فأنت بلا حياة
***

احذر الصغير وإن علا، فصغر النفس داء لا دواء له
***

الصبر كالدواء المر المذاق، تتجرعه على مضد وتشفى في النهاية
***

صَدِّق المادحين حينًا وجاملهم أحيان
***

احذر حين تقول أحببت فالحب مسؤولية
***

القلب يرى ما تعمى عنه العيون
***

إن تلاطفهم كثيرًا ظنوا بك ظن الجهلاء
***

قلب بلا ذكريات تشتعل فيه، كموقد مهمل يملؤه الغبار والرماد
***

القلب دليل، والعقل قائد يؤمن بالشورى
***

إن أحببت يومًا، فلتكن المعاني هي الحبيبة
***

ابتسم فالبسمة شفاء
***

السعادة كنز لا يملك مفتاحه سوى العقلاء
***

إن أبى الليل، فعجل بقدوم انلهار
***

نسمه السيد ممدوح


الاثنين، 18 أكتوبر 2010

يوم أبكيتني

يوم أبكيتني

يومًا رسمت بريشتك بسمتي.. يومًا منحتني أنوثتي .. يومًا حققت منيتي .. وأقبلت تحطم أوهامًا عنك بنوها.. وأسوارًا بيننا شيدوها.. فكنت أسطورتي لقلبي كل ليلة أرويها.. وكنت سري الذي اختبأ بين جدران غرفتي.. وعرفته وسادتي.. ودميتي الوفية كانت دومًا صديقتي.. إليها أحلامي أحكيها .. وشكواي لفراقك أشكيها .. ودموعي لغيابك أسقيها.. وقالوا حالمة وبك مس من غرور .. وخيالية وعشقك فقط لفيلسوف غير موجود .. وحديثه في قصص الخيال موصول .. ودنيا الواقع بمثله تضيق.. والكل في شغل عن خيالاتك لاهون..

يومًا أبكيتني .. فما إن ظننت أن الحب على يديك عرفته .. وما كان في الحلم صغيرًا عما بقربك عايشته.. وبعد أن ملأ الدفء عالمي .. وزهوري تفتحت والربيع ابدًا ما فارقته .. فلصبحك اليوم أبكيتني.. فالحب أكبر في قلبك يا مهجتي.. وأنا لازلت دومًا طفلتك .. وتلميذة صغيرة في صفك معلمي .. متى أدنو منك يا درتي.. والمس بعضًا من جواهرك .. وياليتني ازدان يومًا ولو بصغارها ..

اليوم أبكيتني بكلمات نقشتها .. وبعد أن علا الشجار ساعة بيننا.. وأظلمت الدنيا من حولي وبات الليل ما ينفك من حولنا .. كلمات تركتها "لأميرتي.. وملهمتي.. ومن كانت سنيًنا ضالتي .. ومنيتي .. وسلواني .. ومن بسمتها جل سعادتي .. صباح بالحب لمعنى الحب النقي يا حبيبتي .. أحببتك حتى في الخصام وتلقي اعتذاري كل غايتي.. من كان أجدر به فلا يا حبيبتي .. ما بيننا أحق باعتذاري فاقبليه يا عصفورتي"

نسمه السيد ممدوح
18 اكتبور 2010


الجمعة، 24 سبتمبر 2010

نعم .. مللتك فكفى

نعم.. مللتك فكفى

وافترقنا في يوم عاصف .. كعصف كلماتك بنفسي .. وبكيت ندمًا وأسفًا .. وبكت السماء لبكائي .. لوحة كئيبة كفعل ريشتك السوداء بقلبي.. أضواء المدينة على الماء ترتعش .. فترتجف جوارحي.. تتشوش مبصرتي.. لا أكاد آرى شيئًا غير الظلمة ووحشة نفسي.. ومظلتي ممزقة لا تحجب شيئًا عني.. بارد أنت يا معطفي .. إذا سألتك الدفء منعتني ..وإن خلعتك طاردتني.. عذاب يلاحقني يعتقلني بلا أمل.. وحلمي على يديك انتحر.. لست قاتلاً بل أنت أسوأ.. دفعته للجرم بغدرك.. أتقول مللت الحب وكفى.. أخطأتُ يوم ظننتكَ على قدر فلسفيتي.. وأنك ستصون عهدي وكرامة الحب بيننا.. فكنتَ عابثًا يجيد لعبة الغزل.. ومحاكيًا بارعًا.. ومحاورًا ماكرًا.. واليوم أنت جبارًا وقاضيًا جائرًا.. تهدم كل ما بنيت عبثًا وصراحةً تقولها.. مللت الحب وكفى..
نعم كفى بي صدمتي .. سأرحَل قَبلك.. لأَكُون أقوى حتى في فراقنا.. وإن بَكَيتُ فعليكِ يا نفسي.. فأنتَ الصفر في حساباتي... وليس للصفر قيمة إن كان على يساري.. وعيني لا تبصر غير اليمين في دفاتري..فأنا الآن أقولها: نعم مللتك فكفى..

نسمه السيد ممدوح
24 سبتمبر 2010 م

الأربعاء، 21 يوليو 2010

نــــــــــــــــــــــــور

نــــــــــــــــــــــــور

يومًا رأيتها .. عصفورة على الغصن تشدو.. ناديتها فتبسمت .. سألتها قربًا فأبَت .. بكيتُ فأطرقتْ .. عدتُ أرجوها فتألمتْ .. حيًّرتني وحيًّرني شوقي لها .. صرحتُ لها .. قلت كفاك يا عصفورتي وأشفقي لحالي وحاجتي .. رفعتْ راسها .. وأنَّ تغريدها .. وقالت.. لم يأنِ الأوان يا حبيبتي .. يومًا سيكبر ريشي ويقوى جناحَيَّ وآتيك سعيًا .. فالشوق إليك يغمرني .. وصغري يمنعني .. يومًا آتيك وأغني .. وأسكن بين كفيك وأنسى ماكان .. لأعرف في الدنيا فقط وجهك .. ولا أغنى إلا لعينيك .. أحبك كما تحبيني .. فانتظريني يومًا.. ولا تنسيني..

نسمه السيد ممدوح
21 يوليو 2010

الأربعاء، 7 يوليو 2010

تصحيح للمعاني

ربما كان ما سأقوله الآن مألوفًا لدى كل من يملك قلمًا يشعر حقًا به، لكن من المؤكد أن سيكون بعضه جديدًا على القاريء الذي يكتفي بالقراءة لما يسطره الآخرون، وما دفعني لكتابة هذه السطور هو موقف بسيط ولد بداخلي الرغبة في المزيد من الإيضاح وكشف الأسرار الخاصة بنفس ذي القلم.

منذ أكثر من عام كتبت مقالاً بعنوان "اليوم تسمع" ونشرت المقال هنا في صفحتي الخاصة، لكن منذ أسبوع أو أكثر بقليل قمت بنشر المقال على نطاق أوسع عبر إحدى المجموعات البريدية، وبالمصادفة أمس وجدت أن ما كتبته قد نقل لأماكن متعددة على شبكة الإنترنت، في الكثير من المنتديات وحتى على الفيس بوك، أسعدتني كثيرًا النقاشات التي دارت حول ما كتبت، لكن استوقفني رد لأحدهم، فقد تصور جادًا أو ساخرًا أن من كتبت هذه الكلمات مؤكد امرأة تعاني الأمرين من زوج لا يقدر معنى المرأة، حاولت الرد على صاحب التعليق لكن أعاقتني بعض معوقات الإشتراك في المنتدى المقصود، هذا الرأي جعلني أتوقف قليلاً لأجد أن علي أن أفشي سرًا من أسرار الكتاب حتى لا يساء فهم شخصياتهم وأحوالهم.

فالمرأة التي كتبت هذا المقال الذي لا يهاجم آدم كما شعر به البعض وكما أطلق عليه أحدهم "بيانات عسكرية" ليست متزوجة وليست مقهورة ، فقد فسر الحديث خطأ ، وكانت كلماتي محاولة لللتقريب بين شقين كثرت بينهما المشكلات، ليس من الضرورة أن يكتب المرء عن أزمة خاصة به كما يتصور الكثيرون، ولكن غالبًا ما نجد أنفسنا منفعلين لأجل الآخرين من حولنا، وكثيرًا ما تفجر كلماتنا كلمة ما نسمعها أو نقراها أو صورة نشاهدها أو موقف بسيط يروى لنا.

في كثير من الأحيان تجتاحنا الرغبة الملحة للكتابة، حتى أننا نتمنى في لحظة معينة قلمًا وأوراقًا لنكتب في تلك اللحظة وهذا المكان، وكأن هناك قوة تدفعنا لذلك ولا نملك مقاومتها،

عدا ذلك فإننا كثيرًا ما نعايش مواقف غير موجودة، إنه شيء مختلف تمامًا عن أحلام ايلقظة كما قد يتصور البعض، ولكن هي معايشة ذهنبية دون انفصال عن الواقع الفعلي، موقف ذهنبي يعايشة المرء خلال لحظات لا تكمل الدقائق، لكن هذه اللحظات كفيلة بتفجير فيض من المشاعر والكلمات، في هذا الموقف لا نجد الكثير من الوقت للتفكير، فالكلمات تنساب بسهولة على الأوراق، وبعد أن يتم تفريغ تلك الشحنة من المشاعر يبدأ العقل عمله في التنقيح.

فالكتابة قد تكون صنعة في يد الكاتب يكتب متى يشاء كحال كتاب المقالات مثلاً، أو تكون نوعًا من الفن لا يأتي به المرء إلا لو أثير على نحو ما، وقد يملك المرء كلا النوعين: الفن والصنعة، ولهذا فإن محاولات استقراء صفات الكاتب وحالته الإجتماعية من خلال كتاباته أمر غير مجدي، وقد يكون من الممكن التعرف على بعض سماته النفسية كميلة للإنطواء أو الحزن، أو البشاشة والأمل والتفاؤل، وكلك آراؤه ومعتقداته من خلال مقالاته، لكن محاولة التعرف عليه من مقال أو خاطرة أو قصيدة واحدة أمر فاشل بكل المقاييس.

فهكذا هي نفس الكاتب، نفس تختلف عن غيرها في قدرتها على المعايشة لحالات كثيرة: فتارة يكتب على لسان المحب المبتهج بحبه، وتارة على لسان الحزين على فراق عزيز عليه، وتارة ثائر أو غير مكترث بخائن، وقد يكتب الرجل على لسان المرأة ما يحب أو يأمل أن يسمعه منها أو قد يحدث العكس، هذا على كل حال ليس ضربًا من الشذوذ أو الإزدواجية أو الخلل النفسي، ولكن هي القدرة على التعبير مع الخيال الواسع والذي دفعني في لحظة لأعيش واكتب على لسان روح تخاطب شقيقة لها لا تزال على قيد الحياة وتواسيها وتدفعها لمزيد من الصبر، إنها حالات خاصة جدًا لا يشعر بها أو يتفهمها إلا من عايشها.

الاثنين، 5 يوليو 2010

واقـــع مـريــــــ

واقـــع مـريــــــر

في وقت من الأوقات اجتاحني الشعور بأن الحب مات أو كاد، وأوشكت أو هكذا فعلت أن أرثيه بكلمات، فسطرت له سطورًا بعنوان "ياجدي"، ورغم أن الكثيرين قد يعترضون على ما فعلت فإني لازلت أرى بين الحين والحين أني يومًا أصبت، فقد يكون الباقي الآن شيئ من الحب ولكن ليس هو الحب، ربما أكون قد رثيت الحب العذري كما يسمونه، فهو حب إن وجد يومًا لم يدم طويلاً في زمن يقتل كل نبيل.
وإن كنتَ ممن ينصر بقاء الحب وأنه لا زال حي لم ولن يموت فلي معك بضع دقائق أسألك وتجيبني بصدق: ألم تعلل يومًا ما تفعل مع من تحب بقولك: "إنني أتصرف على سجيتي لاني أحبك" أو "عليك أن تتحملني لأنك تحبني وإذا لم تتحملني أنت فمن يكون؟" كثيرًا ما نسمع هذه العبارات ولكن؛ هل هذا هو حقًا من الحب؟ في رأيي أنت بذلك تظلم الحب وتجعل منه سلعة لابد وأن يُدفع لها الثمن، فإن كنت حقًا تحب شخص ما فأنت ستتصرف على سجيتك دون أن تؤذيه ولو قليلاً، ليس لأنك تتكلف أمامه ولكن لأنك حقًا تحبه، وحينها لن تشعر بأنه قيد ولزام عليك، بل ستشعر بلذة المحب، وإن كنت في ضيق وأزمة نفسية فلن تصب جم غضبك عليه، وهل له ذنب فيما يتعبك، ولكنك سترتمي بين أحضانه، تسكب متاعبك على صدره لأنك تحب أن يكون هو ملاذك ومأواك، وستبكي كثيرًا أمامه لأن عينيه ستر وحجاب لضعفك، لن تخجل من بكائك وضعفك أمام عينيه، لأنك تثق أنه أحبك، وأنه لن يكسرك يومًا، وأنه سيسعى لدعمك، وأن مشاعرك عنده شيء مقدس لن تُمس بما يؤلمها أو يشوه بعضًا منها، وإن ارتكبت في حقه يومًا خطأ ولو صغيرًا، أو آذيته ولو بهمسة أو لفتة او نظرة فستجد نفسك مدفوعًا بقوة الحب والخوف والشفقة على قلبه لتقدم له اعتذارك دون خوف من رفضه، لأنه حتمًا سيقبل وبلا شك لأنه أحبك.
أهذا حقًا ما نعايشه اليوم في حياتنا؟ إن أجبت بصدق فلن تكون الإجابة بنعم لأننا صدقًا مقصرون في حق الحب وفي حق كل من نحب، مقصرون في حبنا لله ولرسوله، مقصرون في حبنا لوالدينا وابنائنا، مقصرون في حبنا لأشقائنا وأقاربنا، مقصرون في حبنا لشركاء حياتنا، مقصرون في حبنا لأصدقائنا ومعلمينا، مقصرون حتى في حبنا لأنفسنا، وللأسف فإن من يحيا بتلك المشاعر النبيلة يناله الكثير من الألم من كل من يحب، فبطارية العواطف لابد لها من إعادة شحن الآخرين، وإن نفذت طاقتها فتلك كارثة.
كلي أسفٌ على من كان حقًا يحب أو من فقد كل من حوله لأنه حاول أن يحب بصدق فكان فريسة لكلماتهم الجارحة دون وعي وأفعالهم الجاهلة لكل معنى سامٍ، كلي أسفٌ على من دفعته الأيام ليتمنى أن يحيا بعيدًا عن الناس حتى يُبقى بداخله على ما اقتنع به، وعاش يأمله في كل من حوله ولم يجده يومًا ، كلي أسفٌ عليك أيها الحب.

نسمه السيد ممدوح
5 يوليو 2010


الخميس، 10 يونيو 2010


مهلاً حبيبي

واقتربنا من النهاية .. احذر حبيبي لن تكون تلك سوى بداية .. لقصة جديدة تحيا على أنقاض مدينة بايدينا بنيناها .. مدينة شيدناها بدموع وآهات ولبثنا فيها سنينًا.. وفي أشهر هدمناها.. احذر حبيبي ما عاد بها سوى حجر صغير كان أول ما وضعته أيدينا .. وهو أغلى ما فيها وفينا .. اهدأ حبيبي وكفانا عتابًا .. بجدالنا مزقنا الكثير فينا.. أسألك وتسألني عن حقيقة بالكذب نسجوها .. وبظلم أنفسنا صدقناها .. مهلاً حبيبي سأترك بعض من كبريائي وأنسى ما قيل عنك وعني .. لطفًا حبيبي وكن كريمًا بحبك مثلي .. حقًا حبيبي مد لي يدك نتصافح مرة ثانية .. ونعيد بناء ما انهدم تحت وطأة النيران بيننا .. تعال حبيبي ولنكن أقوى من كلماتهم وكذباتهم .. تعال حبيبي أحميك وتحميني من سهامهم .. ولنقل أسفًا وفِيِّ وخليلي عن نزف وجرم بلساني اقترفته .. أقبل حبيبي أضمك بعيوني فقد طال بيننا الأمد في فراق وغربة .. أقبل حبيبي أُسمِعك أغنياتي وأروي لك حكاياتي .. ولنعد فنقرأ كتاباتي .. فنذكر ماكان وكان .. وكم كنا وكنا بها سعداء .. ونحن اليوم بعتابنا أشقياء..تعال حبيبي.. ولنصن ما كان.. ونبقي بداخلنا على الإنسان .. ونمحو آثام اللسان .. وليتدفق بداخلنا نبع الحنان .. يرويك ويرويني .. فنسعد ويسعد بنا الزمان..

سنيورا
نسمه السيد ممدوح
13 مايو 2010


القلب لا يسع اثنين


القلب لا يسع اثنين

عذرًا يا نبيل المشاعر عن حبك تمنعت .. فما لي من أمري من شيء .. ولغيرك سلطان على قلبي .. لا تقل كريم فارق الدنيا وليس له فيها غير ذكريات .. لا تقل ماضٍ ولنا الحق في الحياة .. كريم حقًا كان كريمًا .. أغدقني حبًا فأحببته .. وهبني عمره فأمنت روحي في هواه .. شاركني أحلامه وأطلعني على أسرار نفسه العذبة فعشقته .. نعم ماضٍ في دنياكم وحاضر ومستقبل في قلبي .. أحببته فتملكني حبه .. وقلبي ما يتسع لغيره .. هو الآن يسمع حديثنا ويهمس في أذني.. أحبك من قبل أن تحبيني .. وسأظل أحبك حتى لو لم تحبيني .. ليأتي يومًا تذكريني.. وتقولين حبيبي أحببتك كما أحببتني .. وأنا لك مهما طال العمر بي .. شابة وشائبة لك وحدك .. أحبك حبيبتي.. فعذرًا يا مرهف الحس وفائي يخدش صفاءك .. ولكن الوفاء لا يهوى إلا مثله..


سنيورا
نسمه السيد ممدوح
19 مارس 2010

الأربعاء، 9 يونيو 2010

وانقضى العمر يا حبيبي

وانقضى العمر يا حبيبي

وتقول لطفًا أحبيني .. وابتسمي لي وأعينيني .. وفي الطريق لا تتركيني .. فأنت حبيبتي وفي الدنيا دليلي .. وماذا أفعل بدونك يا عيوني .. ضرير أنا في وحدتي إن فارقتيني .. ضائع بلا أمل يهديني ..
فات الكثير يا عزيزي .. وأفقت بعد الأوان.. بعد أن ضاعت سنيني .. لبثت بقربك عمرًا وقلبك يجافيني .. ابتسم رغم همومي وأناديك دون أن تناديني .. أمد إليك يدي وقد ملاني حبي وحنيني .. فتبعد يدك عني كأنه العيب أن تحتويني .. وأبكي وينفطر قلبي ولا أنت تسمع أنيني .. وأعود فأنسى ما فات.. وأنظر إليك علك في لحظة تناجيني .. فتقول سامحيني .. وبين ذراعيك تلقيني .. متعب في الحياة فغطيني .. وفي قلبك خبئيني .. أنسى اسمي وعمري وعنواني وكل ما يعنيني .. وأذكرك أنت يا اسمًا يضيء قلبي.. يعيدني طفلاً يتجرع من كأسك الحنان.. وشابًا يهيم بك في الليالي .. لكنك تمنعت أكثر فاكثر .. وانقضى من العمر ما انقضى .. وأنا اليوم صورة منهكة أشقاني الصبر والحب في عشرتك ..
عذرًا حبيبي صرت أبكي عليك وعلى نفسي .. كنت لك يومًا فحرمتني .. وبحثت عني يوم فقدتني..

نسمه السيد ممدوح
7 يونيو 2010

الثلاثاء، 13 أبريل 2010

هل أنت مثلي؟!

هل أنت مثلي؟!

أنت مثلي تعاني؟! تشعر بآلامي؟! يصرخ عقلك بأفكاري؟! تنبض عروقك بآمالي؟!
تحلم مثلي بعالم إنساني .. عالم ليس فيه مكان للأناني .. عالم مليء بالمعاني .. والمادة فيه رمز فاني ..
تحلم مثلي بيوم يعشق فيه المرء لحسن خلقه لا لجمال وجهه.. يوم يقدم العطاء فيه بلا مقابل.. عالم يمنح فيه الحب دون خوف من استغلال المشاعر ..
تتالم مثلي حين ترى كريمًا يصفوه بالجهل .. حين ترى الحب طريقًا للذل .. حين تصبح التضحية حمقًا والإمتناع عنها عدل .. عدل للنفس الكريمة التي سيفمرها الظلم .. ظلم القريب والبعيد عنها .. ظلم لصفائها وطهرها وإنسانيتها..
أنت مثلي تقرأ ما وراء المعاني .. ليست السطور وكلماتها وحدها تفهم.. ولكن وراء كل معنى معنى أعمق .. ووراء الدمعة واللوم ما هو أكثر.. وخلف البسمة والضحكة الصافيه فرحة أكبر .. ووراء الصمت ثورة أعنف ..
أنت مثلي تحلم بدنيا قانونها الإنسان حقًا .. تكره المادة .. تستاء حين ترى الانتهازية واستغلال العواطف .. تئن لقسوة المجتمع على الطيب الكريم حين يعطي بلا حساب فقط لأنه أحب بإخلاص.. أحب ربه ..أحب وطنه .. أحب أسرته .. أحب عمله .. وعشق أخلاقه وإن انتزعوها منها تشوهت روحه .. ولا أمل في علاجها..

ترى هل أنت مثلي؟!

نسمه السيد ممدوح
13 ابريل 2010

الخميس، 8 أبريل 2010

في حضرة السلطان الأزرق


في حضرة السلطان الأزرق

إليك يا بحر أبث ألمي وشكواي.. وإليك تقودني دون أن ادري قدماي.. أقف على رمالك في الركن البعيد حيث لا يراني الناس .. وتنساب أدمعي بغير كلام .. ليس بي حاجة إلا للصمت .. لا مجاملات .. لا تحيات وابتسامات .. يكفيني أن أتحرر بصحبتك أيها المهيب .. أنظر إليك فأرى صورته ترتسم على مياهك .. صورة طال عليها الأمد .. وآخر عهدي بها منذ سنين .. وتتعالى أمواجك وترتطم بأذناي فأسمع صوت المحركات الغادرة .. تلك السارقة التي اختطفته لحظة من نهار .. لم تمهلنا ثوانٍ للوداع .. فتطايرت الدموع وتعالت الآهات .. ونداؤه يتردد بداخلي دون انقطاع "اذكريني حبيبتي" وترتفع أمواجك أكثر وتبلل وجهي فأفيق لأجدني وحدي في صمت طويل .. وأمل يملا قلبي برهة ثم ينهار أمام الزمن .. ترى هل سيكون لنا أمل في الحياة .. وفرحة تزرع في قلوبنا من جديد .. سنوات الفراق موجعة.. نار تأكل كل شيء .. تلتهم المشاعر ومواطن الإحساس فينا .. إلا مكان مقدس لك في قلبي لا تمسه بسوء .. وسؤالي ليس له جواب .. وربما تجيب عنه يومًا أيها السلطان الأزرق .. حين تعيده أمواجك إلى حيث كان .. فمتى ياتيني الجواب؟!

نسمه السيد ممدوح
8 ابريل 2010


الاثنين، 15 فبراير 2010

انت روحي

أنـــــت روحــــــي

آهٍ.. آهٍ انشق منها صدري.. وانتُزع قلبي من بين اضلعه .. واعتصرته يد الألم وكادت أن تنال منه .. شراييني توشك أن تنفجر رحمة بي يا قدري.. آهٍ احترقت معها أنفاسي.. وغاب وعيي والتهبت دمعاني .. يدي تتشبث بيديك لا تتركني إنني أحتضر .. وأصابعك تعانق أصابعي بقوة وتعتصر عظامي .. لا تتركني فأنت مثلي لا تقوى على فراقي .. حقيبتك في يدك ازدادت ثقلاً .. وكَرِهت الالم في قسماتك من حملها .. فاتركها واترك معها ألمي وعذابي .. صورتي فيها باسمة مشرقة وأنا هنا بعيون فارقها البريق .. اتركها حيث هي ورد لي بسمتي .. لا.. صوتي لا يبلغك في الزحام .. كلماتي لا تغادر شفاهي .. أنستني صدمتي الكلام .. أفقدتني كل شيء حتى الحياة .. لا .. لا تنزع كفيك وتترك أصابعي وحيدة في العراء.. وسط الثلوج بلا مأوى أو غطاء .. لا .. لا تبتلعك شدة الزحام وتتوه بين الأجساد .. صوتي تحرر في صرخة مدوية هزت كل مشاعري ومشاعرك .. لا تتركني لن أحتمل البقاء .. وليس للقلب الميت أحلام .. صرختي بلغت روحك وطارت الحقيبة واحترق قميصك بدموعي .. وألهبت انفاسك جبيني .. نيران مستعرة لن تنطفيء .. فأنت روحي لن تنتزعك مني الدنيا وإن افترقنا فارقنا الحياة ..

نسمه السيد ممدوح
15 فبراير 2010

الجمعة، 5 فبراير 2010

همسات في سكون الليل


همسات في سكون الليل

صغيري في سكون الليل أرقبك .. وتتوق أذناي لدقات قلبك الصغير .. لا أحد يشعر بك غيري .. لا أحد يحملك سواي .. أحبك حبيبي.. أحبك يا ملاكي .. وأسمعك بصوت هامس تقولها .. أحبك امي .. أشتاق لرؤية وجهكِ .. أشعر أنه جميل كجمال قلبكِ .. وعينيك تفيض بالحنان كرحمكِ .. لكن أخاف أن ينتزعوني منكِ .. أن تحملني ذراعين غيركِ .. يغمرني الأمان يا أمي وانا في أحشائك .. لا أحد يراني هنا .. لا أحد يمسني غيركِ .. دماؤكِ تسري في دمائي .. وطعامكِ طعامي .. وأنفاسك أنفاسي.. أحبك أمي ..
آه يا حبيبي يوم كنت مثلك كان بداخلي حبًا لكَ .. أتدري يا ملاكي حلمت بك في اليوم ألف مرة .. وفي الليل انتظرتك حتى تحدثني وحدك .. وأعد الأيام حتى تأتيني بوجهك البريء.. تضيء دنياي بحبك .. تشذو حياتي بعطرك .. تلذ ذراعي بحملك .. يدق قلبي بالشوق إلى قلبك .. لا تخشى شيئًا حبيبي .. أنت لي وحدي .. لا أحد سينتزعك مني .. أنت في رحمي وفي قلبي .. وسيضمك صدري حتى تذوب فيه وتصبح جزء من روحي.. وهل الروح تفارق الجسد يا عمري؟!

نسمه السيد ممدوح
5 نوفمبر 2010

السبت، 30 يناير 2010

عالم ممسوخ



عالم ممسوخ

تغيرت الحياة في مجملها عن سنينٍ مضت، ازدادت الأوضاع سوءً، انتشر مبدأ المصلحة، وتحولنا إلى ما يشبه الغاب، الكل أو الأغلبية لا يفكر سوى في كسب أكبر قدر ممكن وعلى حساب الآخرين، لم يعد المكسب مالاً فقط، بل هو أوسع بكثير، فقط عليك أن تفكر كيف تربح بقدر ما تستطيع، جهد الآخرين ونفوسهم ومشاعرهم هي أدواتك، استخدمها كما تشاء، اقهرهم امتص كل قطرة في دمائهم، وحين تنفذ طاقتهم لا تعبا بهم، اتركهم حيث هم، لا تبكي عليهم ، فقط ابحث عن آخرين تفيد منهم.
في السابق كانت الأرض مملوءة بالنعاج الضعيفة التي تهرب من الضواري ، تخاف من الأنياب، وتكاد تموت رعبًا إذا واجهت الأقوياء، لكن اليوم نبت لهذه النعاج أظافر حادة، ازدادت شراسة، باتت نعاج أو أسود ممسوخة، نعاج ضعيفة في نفوسها، تملك مخالب حادة تنهش بها الآخرين من حولها، تريق دماءهم وتأكل من لحومهم لتحيا، وفي كل مرة لا تزداد قوة، بل تزداد مساخةً، نعاج تأكل اللحوم لا الأعشاب كما كانت، فقدت كل شيء حتى طبيعتها.
اليوم لم يعد على القوي سوى أن يسمو عليهم أكثر، يعطهم ما يريدون تفضلاً عليهم، وهو يدرك ضعفهم الممسوخ، يمنحهم ما يريدون متى يشاء، ويمسك عنهم متى يشاء، فهو كصاحب البئر يتيح للعطشى من صغار القوم أن يشربوا منه متى شاء، ويمنعهم متى شاء، هو دومًا الأقوى بسمو روحه التي تأنف عشرتهم.
عالم ممسوخ، رفقًا بالأقوياء فيه، كالأسود تعيش في المستنقع القذر، تانف رائحته وماءه وحشراته، فرفقًا بكم أيها الكرام.

نسمه السيد ممدوح
30 يناير 2010



السبت، 16 يناير 2010

عذرًا حبيبي بحقك أخطأت

عذرًا حبيبي بحقك أخطأت

قال حبيبتي تبسمي .. تكلمي .. عدت بعد عام من الفراق .. صدمتني الغربة .. وسلبتني كل ما أملك إلا حبك الذي انغرس في أعماقي .. انغرس كشجرة عاشت ملايين السنين ورسخت جذورها في أرض باتت ملكًا لها .. هكذا أنت تملكت قلبي ولم أعد أملك القرار .. هو لك وحدك وعلى هذا عشت أيامي الماضية.. وساعيش سنوات عمري القادمة.. كلي شوق لك حبيبتي فتكلمي .. تبسمي يا عمري .. يا سر فرحتي .. يا نشوة شبابي .. يا أملي الباقي ..
عذرًا حبيبي تأخرت وأنا بحقك أخطأت .. عذرًا حبيبي تغيرت .. لأني أحببتك تغيرت .. ولأني انتظرتك تغيرت .. قتلني الشوق إليك .. وكدت أحترق فقررت .. سأنغمس في الحياة أكثر حتى يحين الوقت.. لكنني انغمست أكثر وأكثر .. وغرقت .. غرقت في بحر ليس له قرار .. ولم أشعر بالماء الثقيل من حولي لأنني قررت ألا أشعر إلا بك .. لكني أخطأت يا حبيبي فسامحني .. فكل يوم كنت أغوص فيه أكثر كنت أفقد شيئً من بسمتي .. وكثيرًا من بشاشتي .. وأفقد جانب من روحي وطفولتي .. واليوم لم أعد فتاتك الصغيرة المرحة .. فتاتك بالشريطة الحمراء والخصلة اللولبية .. فتاتك الضاحكة ذات الأحلام الوردية .. اليوم أنا امرأة بشعر منسدل ونظرة حازمة وابتسامة واثقة .. اليوم أنا أحيا وحدي بعد عشرة أعوام من عمري .. لم أعد قادرة على الرجوع .. طريقي طويل وليس فيه خط سير غير الأمام .. سامحني حبيبي أخطأت .. فكنتُ فراشة تمرح وتطير من زهرة إلى أخرى .. حتى انتهى بها الطواف على أوراق زهرة شاحبة .. أشفقت لحالها فبقيت على أوراقها .. تحاول أن تمدها بالحياة والأمل .. لكن الزهرة ماتت وضمر جناحا الفراشة فبقيت على أوراق الزهرة الذابلة.. أخطأت حبيبي فاقبل اعتذاري لا أملك لك إلا الإعتذار .. فقد تغيرت لأجلك.. وفقدتك لاني تغيرت..


نسمه السيد ممدوح
15 يناير2010

اتبعني على Facebook