الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

أختي


أختـــــــــــــــــــــــي

ترى ماذا تعني لك كلمة أختي؟ ألم تفكر بهذا السؤال من قبل؟ لا بأس فقد حان الوقت إذن لتبحث عن إجابة حقيقية وصادقة لهذا السؤال: من هي أختك؟ أي جزء تشغله في حياتك؟
إنه لمن المؤسف حقًا أن تكون وحيدًا بلا أخت، أو أن تكون لك أخت دون علاقات تربطكما معًا، فالأخت نموذج مختلف تمامًا في حياة الرجل بصفة خاصة، هل ارتبت يومًا في أنك تكن الكثير من الحب لأمك؟ الجواب الطبيعي للنفس السوية هو لا، إذن ماذا تكن لأختك؟ تذكر أنها صورة مصغرة من أمك، فالأنثى تولد أمًا حتى لو لم تكن في يوم من الأيام زوجة، كل ما في الأمر أنك لم تمنح نفسك الفرصة لتكون ابن لها تحظى بحبها وحنانها وتدليلها لك، صورة غريبة بعض الشيء إن أنت نظرت إليها بسطحية، لكن لا بأس دعنا نتشارك قليلاً في رسم بعض اللوحات واختر أنت ما يناسبك من تعليق عليها.
تصور نفسك في حالة اضطراب نفسي، تعاني من الكثير، الضغوط تكاد تحطم أضلاعك، صدرك يكاد يضيق حتى بما يدخل إليه من أنفاس الهواء، تبحث عمن تبثه شكواك ، فتحتار كثيرًا في اختياره، والدك محمل هو الآخر بالكثير والكثير، أمك ستصاب بالحزن والألم العميق إن أنت شاطرتها متاعبك، قد لا يكون لك نصيب من صديق حميم، لا زوجة أو خطيبة في حياتك، وحتى إن وجدت فبعض ما يجثم على أنفاسك قد لا تشاطرها إياه، تحتاج لأم من نوع مختلف، أم تملك بين جنباتها الحنان والحب والدفء، وعلى ذات الجانب تحمل التعقل والتجلد، أم ستضمك إليها وتخلي لك السبيل، قل قدر ما تريد، تحدث دون حساب للنتائج، في النهاية ستتحول إلى ما يشبه الطبيب، تبحث لك عن الدواء دون عواطف قد تشتت الفكر وتربكه، أليست أختك هي الوحيدة التي تملك مفتاح هذا التحول الوحيد؟ أتصورت نفسك يومًا جالسًا بين يديها تبثها كل ما تريد دون تفكير أو تخطيط، اتصورت رأسك قد مالت على كتفها تخاطب فيها الأم الحنون؟
دعك من الصور التي تنتابها الآلام والضغوط ولأحدثك عن صور من الحياة اليومية المعتادة، قل مثلاً أن تشعر بالجوع، جرب أن تطلب من أختك بلطف أن تعد لك شيءً معينًا من الطعام، ابتسم لها، اخبرها أنك تشتاق لمذاق هذا الطبق لأنها تعده على نحو مميز، ثم تأملها حين تعده وتقدمه لك، حاول أن تقرأ ما تقوله عينيها، لا تكن بخيلاً جرب أن تقدم لها الشكر وتشعرها بالإمتنان، ما رأيك أن تعيد التجربة لاحقًا، ولك أن تتصور مدى سعادتك وشعورك بلمسة أمك في يديها وعينيها.
مرة اخرى تصور نفسك متعبًا منهكًا أو أن المرض داهمك ذات يوم، حينها جرب أن تشاطر أختك آلامك، ثم انظر إلى عينيها حين تقدم لك الدواء، اليست تلك هي جزء من نظرات امك إليك، بدلاً من هذا تصور أن تطلب من أختك بلطف أن تتهيأ لأنك تريد أن تصحبها في نزهة خاصة، حاول أن تنظر إليها كثيرًا وشاطرها أحلامك ، فكر في أنك ستعيش يومًا مختلفًا عما تقضيه بصحبة رفاقك، المذاق سيكون مختلفًا لكن حتمًا سيكون ممتعًا.
درب نفسك على أن تلقي عليها تحية الصباح بحب، أوثق الرباط بينك وبينها حتى في المنزل الكبير، تذكر أنها صورة أمك في شبابها، ألم تتساءل يومًا كيف كانت أمي فيما مضى؟ تصور أنها أختك، إنه لشعور رائع أن تحيا بقرب أخت تحبك وتدللك كابنها بحق، لا تفكر أنها أكبر أو اصغر منك عمرًا، ففي كل الأحوال هي أنثى تحمل قلب الأم بين ضلوعها.
فإن كانت لك أخت كهذه فهنيئًا لك بها، وإن كانت لك وأنت لا تعرف فيها جوانب الأمومة فحاول أن تطرق أبوابها، لا تفوت تلك اللذة، وإن لم تكن لك أخت على الإطلاق فأنا آسفة لأجلك، فقد فاتك الكثير في حياتك.

نسمه السيد ممدوح
22 ديسمبر2010


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook