الأربعاء، 21 يوليو 2010

نــــــــــــــــــــــــور

نــــــــــــــــــــــــور

يومًا رأيتها .. عصفورة على الغصن تشدو.. ناديتها فتبسمت .. سألتها قربًا فأبَت .. بكيتُ فأطرقتْ .. عدتُ أرجوها فتألمتْ .. حيًّرتني وحيًّرني شوقي لها .. صرحتُ لها .. قلت كفاك يا عصفورتي وأشفقي لحالي وحاجتي .. رفعتْ راسها .. وأنَّ تغريدها .. وقالت.. لم يأنِ الأوان يا حبيبتي .. يومًا سيكبر ريشي ويقوى جناحَيَّ وآتيك سعيًا .. فالشوق إليك يغمرني .. وصغري يمنعني .. يومًا آتيك وأغني .. وأسكن بين كفيك وأنسى ماكان .. لأعرف في الدنيا فقط وجهك .. ولا أغنى إلا لعينيك .. أحبك كما تحبيني .. فانتظريني يومًا.. ولا تنسيني..

نسمه السيد ممدوح
21 يوليو 2010

الأربعاء، 7 يوليو 2010

تصحيح للمعاني

ربما كان ما سأقوله الآن مألوفًا لدى كل من يملك قلمًا يشعر حقًا به، لكن من المؤكد أن سيكون بعضه جديدًا على القاريء الذي يكتفي بالقراءة لما يسطره الآخرون، وما دفعني لكتابة هذه السطور هو موقف بسيط ولد بداخلي الرغبة في المزيد من الإيضاح وكشف الأسرار الخاصة بنفس ذي القلم.

منذ أكثر من عام كتبت مقالاً بعنوان "اليوم تسمع" ونشرت المقال هنا في صفحتي الخاصة، لكن منذ أسبوع أو أكثر بقليل قمت بنشر المقال على نطاق أوسع عبر إحدى المجموعات البريدية، وبالمصادفة أمس وجدت أن ما كتبته قد نقل لأماكن متعددة على شبكة الإنترنت، في الكثير من المنتديات وحتى على الفيس بوك، أسعدتني كثيرًا النقاشات التي دارت حول ما كتبت، لكن استوقفني رد لأحدهم، فقد تصور جادًا أو ساخرًا أن من كتبت هذه الكلمات مؤكد امرأة تعاني الأمرين من زوج لا يقدر معنى المرأة، حاولت الرد على صاحب التعليق لكن أعاقتني بعض معوقات الإشتراك في المنتدى المقصود، هذا الرأي جعلني أتوقف قليلاً لأجد أن علي أن أفشي سرًا من أسرار الكتاب حتى لا يساء فهم شخصياتهم وأحوالهم.

فالمرأة التي كتبت هذا المقال الذي لا يهاجم آدم كما شعر به البعض وكما أطلق عليه أحدهم "بيانات عسكرية" ليست متزوجة وليست مقهورة ، فقد فسر الحديث خطأ ، وكانت كلماتي محاولة لللتقريب بين شقين كثرت بينهما المشكلات، ليس من الضرورة أن يكتب المرء عن أزمة خاصة به كما يتصور الكثيرون، ولكن غالبًا ما نجد أنفسنا منفعلين لأجل الآخرين من حولنا، وكثيرًا ما تفجر كلماتنا كلمة ما نسمعها أو نقراها أو صورة نشاهدها أو موقف بسيط يروى لنا.

في كثير من الأحيان تجتاحنا الرغبة الملحة للكتابة، حتى أننا نتمنى في لحظة معينة قلمًا وأوراقًا لنكتب في تلك اللحظة وهذا المكان، وكأن هناك قوة تدفعنا لذلك ولا نملك مقاومتها،

عدا ذلك فإننا كثيرًا ما نعايش مواقف غير موجودة، إنه شيء مختلف تمامًا عن أحلام ايلقظة كما قد يتصور البعض، ولكن هي معايشة ذهنبية دون انفصال عن الواقع الفعلي، موقف ذهنبي يعايشة المرء خلال لحظات لا تكمل الدقائق، لكن هذه اللحظات كفيلة بتفجير فيض من المشاعر والكلمات، في هذا الموقف لا نجد الكثير من الوقت للتفكير، فالكلمات تنساب بسهولة على الأوراق، وبعد أن يتم تفريغ تلك الشحنة من المشاعر يبدأ العقل عمله في التنقيح.

فالكتابة قد تكون صنعة في يد الكاتب يكتب متى يشاء كحال كتاب المقالات مثلاً، أو تكون نوعًا من الفن لا يأتي به المرء إلا لو أثير على نحو ما، وقد يملك المرء كلا النوعين: الفن والصنعة، ولهذا فإن محاولات استقراء صفات الكاتب وحالته الإجتماعية من خلال كتاباته أمر غير مجدي، وقد يكون من الممكن التعرف على بعض سماته النفسية كميلة للإنطواء أو الحزن، أو البشاشة والأمل والتفاؤل، وكلك آراؤه ومعتقداته من خلال مقالاته، لكن محاولة التعرف عليه من مقال أو خاطرة أو قصيدة واحدة أمر فاشل بكل المقاييس.

فهكذا هي نفس الكاتب، نفس تختلف عن غيرها في قدرتها على المعايشة لحالات كثيرة: فتارة يكتب على لسان المحب المبتهج بحبه، وتارة على لسان الحزين على فراق عزيز عليه، وتارة ثائر أو غير مكترث بخائن، وقد يكتب الرجل على لسان المرأة ما يحب أو يأمل أن يسمعه منها أو قد يحدث العكس، هذا على كل حال ليس ضربًا من الشذوذ أو الإزدواجية أو الخلل النفسي، ولكن هي القدرة على التعبير مع الخيال الواسع والذي دفعني في لحظة لأعيش واكتب على لسان روح تخاطب شقيقة لها لا تزال على قيد الحياة وتواسيها وتدفعها لمزيد من الصبر، إنها حالات خاصة جدًا لا يشعر بها أو يتفهمها إلا من عايشها.

الاثنين، 5 يوليو 2010

واقـــع مـريــــــ

واقـــع مـريــــــر

في وقت من الأوقات اجتاحني الشعور بأن الحب مات أو كاد، وأوشكت أو هكذا فعلت أن أرثيه بكلمات، فسطرت له سطورًا بعنوان "ياجدي"، ورغم أن الكثيرين قد يعترضون على ما فعلت فإني لازلت أرى بين الحين والحين أني يومًا أصبت، فقد يكون الباقي الآن شيئ من الحب ولكن ليس هو الحب، ربما أكون قد رثيت الحب العذري كما يسمونه، فهو حب إن وجد يومًا لم يدم طويلاً في زمن يقتل كل نبيل.
وإن كنتَ ممن ينصر بقاء الحب وأنه لا زال حي لم ولن يموت فلي معك بضع دقائق أسألك وتجيبني بصدق: ألم تعلل يومًا ما تفعل مع من تحب بقولك: "إنني أتصرف على سجيتي لاني أحبك" أو "عليك أن تتحملني لأنك تحبني وإذا لم تتحملني أنت فمن يكون؟" كثيرًا ما نسمع هذه العبارات ولكن؛ هل هذا هو حقًا من الحب؟ في رأيي أنت بذلك تظلم الحب وتجعل منه سلعة لابد وأن يُدفع لها الثمن، فإن كنت حقًا تحب شخص ما فأنت ستتصرف على سجيتك دون أن تؤذيه ولو قليلاً، ليس لأنك تتكلف أمامه ولكن لأنك حقًا تحبه، وحينها لن تشعر بأنه قيد ولزام عليك، بل ستشعر بلذة المحب، وإن كنت في ضيق وأزمة نفسية فلن تصب جم غضبك عليه، وهل له ذنب فيما يتعبك، ولكنك سترتمي بين أحضانه، تسكب متاعبك على صدره لأنك تحب أن يكون هو ملاذك ومأواك، وستبكي كثيرًا أمامه لأن عينيه ستر وحجاب لضعفك، لن تخجل من بكائك وضعفك أمام عينيه، لأنك تثق أنه أحبك، وأنه لن يكسرك يومًا، وأنه سيسعى لدعمك، وأن مشاعرك عنده شيء مقدس لن تُمس بما يؤلمها أو يشوه بعضًا منها، وإن ارتكبت في حقه يومًا خطأ ولو صغيرًا، أو آذيته ولو بهمسة أو لفتة او نظرة فستجد نفسك مدفوعًا بقوة الحب والخوف والشفقة على قلبه لتقدم له اعتذارك دون خوف من رفضه، لأنه حتمًا سيقبل وبلا شك لأنه أحبك.
أهذا حقًا ما نعايشه اليوم في حياتنا؟ إن أجبت بصدق فلن تكون الإجابة بنعم لأننا صدقًا مقصرون في حق الحب وفي حق كل من نحب، مقصرون في حبنا لله ولرسوله، مقصرون في حبنا لوالدينا وابنائنا، مقصرون في حبنا لأشقائنا وأقاربنا، مقصرون في حبنا لشركاء حياتنا، مقصرون في حبنا لأصدقائنا ومعلمينا، مقصرون حتى في حبنا لأنفسنا، وللأسف فإن من يحيا بتلك المشاعر النبيلة يناله الكثير من الألم من كل من يحب، فبطارية العواطف لابد لها من إعادة شحن الآخرين، وإن نفذت طاقتها فتلك كارثة.
كلي أسفٌ على من كان حقًا يحب أو من فقد كل من حوله لأنه حاول أن يحب بصدق فكان فريسة لكلماتهم الجارحة دون وعي وأفعالهم الجاهلة لكل معنى سامٍ، كلي أسفٌ على من دفعته الأيام ليتمنى أن يحيا بعيدًا عن الناس حتى يُبقى بداخله على ما اقتنع به، وعاش يأمله في كل من حوله ولم يجده يومًا ، كلي أسفٌ عليك أيها الحب.

نسمه السيد ممدوح
5 يوليو 2010


اتبعني على Facebook