السبت، 5 سبتمبر 2009

يـــــاقطتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

يـــــاقطتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

ووصلنا للحديقة.. وهاهو عند الشجرة القريبة.. أتريه يا قطتي .. تعالي إلى يا صغيرتي فأزين عنقك بشريط أحمر جميل .. وأمشط شعرك الأبيض الطويل .. ولتضحك عيناك الزرقاوتان وليبتسم ثغرك .. فبعد قليل تلتقيه.. يا قطتي اذهبي إليه وشاغليه .. واعبثي بحقيبته وشاكسيه .. فهذا جزاء من لايرى في الدنيا من كان له بالحب يدين .. كم من مرة يا صغيرتي انتظرنا طلة ذاك الوسيم .. وكم غاب عنا في ليالي البرد ونحن لقدومة متطلعين .. وانظري إليه يا قطتي عله يرى في زرقة العينين سماء الحب الجميل.. وعله يلتفت لفستاني الأزرق ويراني من وراء الغصن الطويل .. هيا وتمايلي برفق فقد تأسري القلب الشريد.. ولعله يبحث عنك كل يوم ويسألني التحية وأنا لا أجيب .. فكم نظرت إليه وألقيت السلام بزهرة أو ريحانة أو فرع من ياسمين .. وهو صامت يأبى السمع وقلبه قد أغلق بأقفال من حديد .. سأسمع تحيته وأحملك يا قطتي ونذهب بعيدًا وهذا هو أول الرحيل .. فقد تحقق الحلم أيتها الجميلة .. وحظينا بكلمة من الفتى الوسيم..


سنيورا
نسمه السيد ممدوح
5 سبتمبر 2009م

الخميس، 3 سبتمبر 2009

فيروس العلاقة الزوجية

هذا الموضوع هو أحد الملفات التي أعددتها لتحمل رأيي الشخصي في العديد من الموضوعات .. ربما خالف هذا الرأي البعض ولكن لا بأس من الخلاف ، فقد يفتح مجلات أوسع للتفكير.. وربما أقتنعت أنت بما أقول .. على كل حال أنا أتحدث وأنقل إليك ما لدي وانتظر رأيك حتى لو كان مخالفًا لرأيي .. فيكفي أن تعرني من وقتك القليل لمزيد من الحوار البناء..

فيروس العلاقة الزوجية

"أصبحنا نعيش في بيوت من جليد" ، "هو لم يعد يحبني قدمت له الكثير دون فائدة" ، "إنها على صورة واحدة منذ أن تزوجتها لا شيء جديد في حياتنا" ، "زوجي تغير عن أيام الخطوبة ، لم أتصور يومًا أنه على هذه الصورة الباردة" ، هذه هي العبارات التي تتردد كثيرًا داخل البيوت لتصف حالة من حالات الملل الزوجي والتي انتشرت للدرجة التي جعلت البعض يصفها بفيروس العلاقة الزوجية، فما هو الملل الزوجي؟ وماهي أسبابه؟ وأيهما يتحمل المسؤولية آدم أم حواء؟

الملل في العلاقة الزوجية له أشكال متعددة قد يوجد بعضها بين اثنين وبعضها الآخر لدى غيرهما، ولكن الملل يظهر على كل حال ويشعر به الطرفان في حالة أشبه بالجمود مما يجعل البيوت تتحول إلى بيوت من جليد كما وصفها دكتور عبد الرحمن الشلاش في مقال له، وإذا ما حاولنا تحديد بعض ملامح الملل الزوجي فسنجد قلة الحديث بين الطرفين ، البعد النفسي ، الجفاف العاطفي ، انشغال كل طرف بحياته الخاصة متناسي أن الحياة الزوجية ليست إلا شراكة ، تركيز كل طرف على عيوب الآخر وتضخيمها ، التصغير من شأن كل عمل جيد يقوم به الآخر ، وعلى الرغم من أن الكثير من الأزواج يعانون من الملل إلا أنهم يضطرون لإخفاؤه أمام الناس كما هو الحال في المناسبات والأعياد، لكن الملل موجود على كل حال.

ورغم أن العلاقة الزوجية قائمة على الحب وعلى الشراكة مما يعني أن كل طرف فيها راض عن الآخر كافتراض أولي إلا أن الملل يصيب هذه العلاقة في مرحلة من مراحلها، والبعض يرى أنه قد يحدث في وقت مبكر، في حين يرى البعض الآخر أنه قد يحدث بعد 5 سنوات أو 7 سنوات من الزواج، في حين يرى فريق آخر أنه يحدث بعد أكثر من 20 عامًا وبالتحديد بعد زواج الأبناء والعودة إلى نقطة البداية مرة أخرى في بيت لا يجمع سوى الزوج والزوجة، وأيًا كان الأمر فإن الملل كظاهرة طارئة يحدث بفعل عدة أسباب : بعضها من طرف الزوجة، وبعضها من طرف الزوج، وبعضها الآخر مشترك بين الاثنين.

ولعل السبب الأكثر بروزًا هو الجمود وعدم التجديد، فالحياة الزوجية قد تتحول مع الوقت إلى حياة روتينية رتيبة، إذ تستيقظ الزوجة مبكرة لتوقظ زوجها وأولادها وينطلق الجميع إلى أعمالهم ومدارسهم في حين تبقى هي بالمنزل تقوم بأعمالها التقليدية من تنظيف وترتيب وطهي، ويعود الزوج من عمله بعد أن يسبقه أولاده وتجتمع الأسرة لتناول الغداء، ثم يذهب الزوج للنوم وتبقى هي مستيقظة تساعد الأولاد على استذكار دروسهم حتى يحين العشاء فتجتمع الأسرة على العشاء ثم تتفرق على غرف النوم، وقد يقوم الزوج بزيارة بعض أصدقاؤه ليلاً،أو قد يسهر خارج منزله على نحو متكرر بصحبة رفاقه مما قد يغضب الزوجه ويثير غيرتها، وتتحول هذه الغيرة مع تصرفه المتكرر إلى شجار يومي لا ينتهي، ، حتى لو لم يحدث ذلك فالحياة تظل روتينية تسير على وتيرة واحدة ونغمة لا تتغير.

هذا السيناريو نشاهده كثيرًا في حياتنا ولكننا قد لا نسعى لتغييره رغم ضجرنا منه والسبب أننا لا نملك القدر الكافي من الإرادة والرغبة لنفعل، ولا نملك الشجاعة الكافية لنعبر عن ضجرنا منه، ويتحول هذا الخضوع مع الوقت إلى حاجز جليدي بين الزوج والزوجة، فيقل الكلام، ويقل الغزل والملاطفة، وتصبح الزوجة دائمة التفكير بالبيت والأولاد متناسية زوجها الذي أصبح دائم الخروج، أو النوم، أو الإنشغال بمشاهدة التلفزيون، أو الجلوس أمام شاشة الكومبيوتر، ويبدا هو تدريجيًا بنسيان الزوجة ولا يذكر سوى واجباته التي لابد منها: مصروف البيت ، شراء الحاجيات الأساسية ، الزيارات التي لابد منها للاهل، اصطحاب الأولاد إلى المدرسة ... الخ، وتنعدم النزهات الخاصة مع الزوجة، ويقل اهتمام الزوج بمظهره أمام زوجته بحجة أن هذا منزلي وأنا أعيش فيه بحرية ودون تأنق، وبالطبع ترد هي على سلوكه بسلوك مماثل، فيقل اهتمامها بمظهرها، وقد تقضي اليوم بكامله بملابس البيت العادية، أما عن شعرها ومكياجها فنادرًا ما يتغير وهي على وتيرة واحدة دائمًا.

هذه الصورة الجامدة هي أقسى ما يمكن أن يعانية الزوجان، فالعلاقة التي أساسها السكن والحب والرضا تحولت إلى سجن قاسي مع سجان ملازم لا يمكن الفكاك منه، ومع بعض الشخصيات الضعيفة قد تتطور الأمور للأسوأ؛ فقد يكون السبيل للخلاص ممثلاً في العلاقات الغير شرعية سواء من جانب الزوج أو الزوجة، كما قد يكون الزواج بأخرى بالنسبة للرجل، أما عن الأولاد فهم الحكام الذين ينساهم الزوج والزوجة في خضم الحياة، فالشاب والفتاة داخل هذا البيت الجليدي يستطيع أن يرى بوضوح أن والديه لا يتكلمان إلا نادرًا، وأن الأب لا يعر أي اهتمام للأم، وأن الأم تظل على صورتها بدون تغيير وهكذا، ورغم أن الأب والأم قد لا يتوقعان ذلك إلا أنهما في كل حال محل دراسة ونقد من الأبناء بصورة أو بأخرى.

هناك أيضًا أسباب أخرى يرى بها البعض منها ما يعتمد على سيكلوجية الامتلاك لدى الإنسان، فالشخص يحب دائمًا كل ماهو بعيد عنه، وهو يسعى جاهدًا للوصول إليه، وتبدو الصورة أكثر وضوحًا لدى الطفل الذي يرغب في لعبة ما فهو يلح على والديه بإصرار، وقد يقوم بادخار مصروفه لشرائها، وإذا حانت له الفرصة واستطاع امتلاكها فهو في أغلب الأحوال يفرح بها لعدة أيام حتى تقل رغبته ويبدأ في تناسيها ليتحول إلى لعبة أخرى ، الصورة ذاتها تتكرر مع الزوجين فكل منها يرغب في الوصول إلى الآخر فترة الخطوبة، وإذا تحقق الزواج تبدأ الأيام السعيدة التي تستمر لفترة معيبنة ثم تبدأ بالتناقص رويدًا رويدًا حتى يتحقق الملل، والوصول إلى هذه المرحلة قد يأتي مبكرًا أو متأخرًا بناءً على عوامل أخرى منها ما ذكرناه أنفًا من التحول إلى الروتين والعقلانية التي قد تطغى على العاطفة حتى تقتلها تمامًا.

الأولاد هم سبب في المشكلة؟

غالبًا ما يبدأ التحول في العلاقة الزوجية مع قدوم الطفل الأول، ويزداد مع الثاني وهكذا، فهل الأولاد هم سبب المشكلة؟ هذا السؤال يتطلب وقفة وتأمل مع سعة الصدر، فالأولاد هم ثمرة الزواج فهل يعقل أن تتلف الثمرة الجذور؟ بالطبع لا ، هناك إذن خلل، إن قدوم الأولاد قد يسبب الإرتباك لدى الزوجة الحديثة العهد بهذا الأمر، وتبدأ في خوض تجربة جديدة مما يدفعها إلى الإنغماس فيها دون أن تشعر، وفي حالة الزوج السلبي الذي لا يحاول اقتحام هذا العالم الجديد ومشاركة زوجته فيه ـ من المؤكد أن يصبح قدوم الطفل الأول خطوة من خطوات الملل، والحل بسيط جدًا: أنتِ يا حواء مسؤولة عن طفلك ولا بد لك من ذلك لكن لا تنسي أن آدم له حق أيضًا وهو طفلك الأول والأخير، وأنت يا آدم لا تتخلى عن حواء فلابد أن تقتحم هذا العالم الجديد بصحبتها، هذا الطفل هو ابنك أو ابنتك وأنت مسؤول عنه، لا بأس من حمله نيابة عن حواء لتقوم هي ببعض الأعمال أو حتى للراحة، لا بأس أن تشاركها في بعض أعمالها المنزلية إذا كان لديك متسع من الوقت، لا بأس بتقنين نزهاتك الخاصة لتآنسها في المنزل ورعاية الصغير، هكذا يتحول الطفل الأول إلى خطوة نحو التقارب والتجديد في أسلوب الحياة وليس إلى الملل والبرود.

أيهما المسؤول: آدم أم حواء؟

من المؤكد ان آدم وحواء شركاء في الحياة الزوجية وفي كل ما يعتريها من مشكلات ، إلا أن المشكلة الأكبر تكمن في النظرة الأحادية لكل طرف: فآدم يلوم حواء، وحواء تلوم آدم، إلا أن المنطق يؤكد أن كلاهما ملوم ولو اختلفت الدرجة ما بين آدم وحواء إلأ أن انتيجة واحدة دائمًا.

ما الحل؟

ظاهرة الملل ليست ظاهرة مرضية وإنما هي ظاهرة طبيعية مبنية على مشاعر طبيعية لدى الإنسان السوي كالرغبة في التجديد وحب التنوع، وهنا مفتاح الحل، فالحياة الرتيبة يمكن أن تتحول إلى حياة ديناميكية نشطة تشعل العواطف من جديد، وأشكال التنوع كثيرة ، ولكل حالة ملل ما يناسبها، فهناك التنوع في المظهر سواء للزوج أو الزوجة،وهناك التنوع في أسلوب قضاء الأعمال اليومية، وهناك تنوع في نوع المأكولات وطريقة التقديم، والتنوع في أسلوب قضاء الإجازات والأعياد، والتنوع في مواعيد النوم والإستيقاظ، والتغير البسيط في ظاهرة ليس كذلك في حقيقته، فاختلاف أصناف الطعام وطريقة التقديم من البسيط إلى المتكلف أو العكس. له أثره ، ونحن كثيرًا ما نسمع عبارة "الغداء اليوم مميز"، كما أن شخصية الزوج والزوجة لها دورها أيضًا، فما يناسب بعض النساء قد لا يناسب الأخريات والعكس بالعكس.

وإذا كان الكثيرون يعنون بالمظهر الخارجي لحواء فهناك إيضًا الفكر والعقل الذي لابد ان يؤخذ بعين الاعتبار، فتوسيع دائرة معارفكِ وقراءاتكِ قد يوجد نقاط مشتركة للحديث بينكِ وبينه ، وقد يشعر هو أنكِ في تطور مستمر، فانتِ لستِ مملة والحديث كل يوم يأخذ اتجاهات جديدة، هواياتكِ أيضًا على درجة كبيرة من الأهمية ، فاستخدميها لتجديد حياتكِ وحياته ، فإذا كنتِ ماهرة في أحد الفنون اليدوية كالحياكة مثلاً فيمكنكِ مهادته برداء جديد مما يشعره أنه حاضر في ذهنكِ طوال الوقت ، وإذا كنتِ ماهرة بالأعمال الفنية واستخدام العجائن فجددي من ديكور منزلكِ وأضيفي إليه لمستكِ الخاصة.

مجالات الاهتمام المشترك بين الزوج والزوجة أمر لا يمكن اغفاله وكلما كانت هذه الجوانب أكثر اتساعًا كلما كان الحديث أكثر امتاعًا، وكانت العلاقة اكثر قربًا، والعكس بالعكس، لكن هل يمكن تنميه الاهتمامت؟ بالطبع يمكن لكلا الطرفين فعل ذلك، ولو لم يجد متعة في بادئ الأمر إلا أنه سوف يعتاد على المجال الجديد وقد يحبه بالفعل مع مرور الوقت، ويكفي أن يتذكر كل طرف أن شريكة يحب هذا الشيء فيحاول تحبيبه لنفسه.

وفي الحياة المعاصرة المتشابكة المجالات والمتعددة الإهتمامات أصبح التركيز على موضوع الإهتمام المشترك أمر لا غنى عنه، فحتى محبي العمل على أجهزة الكومبيوتر لهم اهتمامات متنوعة: كالرسم، والجرافيكس، والمونتاج، والتعامل مع الصوت، والبرمجة، والعروض وغيرها، كما أصبحت الانترنت مصدر ثري للمعلومات مما فتح آفاق عديدة أمام كلا الطرفين من قراءة ومشاركة وتفاعل مع الغير، ولم يعد من المنطقي أن يؤدي هذا الانفتاح الكبير إلى مزيد من التباعد بين الطرفين، بل هو مجال خصب لخلق إهتمامات مشتركة ومزيد من التقارب والتجديد في أسلوب التفكير والحياة.

أنتم شركاء

ولأن آدم وحواء شركاء في الحياة فلكل واحد منهما حقوق على الآخر وواجبات تجاهه، وكما تطلب حواء من آدم مزيد من الإهتمام بها؛ فيجب أن تزيد من إهتمامها به، وكما يطلب منها مساعدته على النجاح ومشاركته إهتماماته؛ فعليه أيضًا مساعدتها على النجاح ومشاركتها إهتماماتها، وتجمل كل شريك أمام الآخر ومحاولة الظهور بالأفضل ليس تنقصًا أو عيبًا، بل قد يكون وسيلة للتغير الفعلي للأفضل بحكم العادة.

الحوار الهادئ البعيد عن الإنفعال، احترام الطرف الآخر ورأيه ، البعد عن الأحكام المتسرعة على الشريك جميعها وسائل لحفظ العلاقة الزوجية وصيانتها، وللأسف فإن الكثير من الأزواج الذين يعانون من الملل لا يجرؤون على مناقشته بصراحة ووضوح مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة وليس حلها، والطريق الأقصر هو الحوار الصريح الهادئ مع الإحترام وعدم التجريح في الآخر، فهو أشبه ما يكون بالخط المستقيم بين نقطتين.

احذروا التلفزيون والفضائيات

في عالم اليوم أصبحت الفضائيات سبب قوي من أسباب الملل الزوجي، لأن هذا الانفتاح الرهيب ومشاهدة النماذج المختلفة دفع بكل طرف إلى المقارنة بين ما يشاهده وما يعايشه مركزًا على الظاهر متناسيًا الباطن، وربما أدى انشغال الزوج بشاشة التلفزيون إلى شعور الزوجه بإهماله لها، وأنها لم تعد محط إهتماماه وإعجابه وبالتالي تبدأ ثقتها بنفسها تقل شيئًا فشيئًا، وتتحول مع الوقت إلى صورة جافة باردة مثيرة للملل.

والزوج إذا رآى انشغال زوجته وإعجابها بغيره فقد يثير غيرته وعصبيته وتنشب بينهم الخلافات والصراعات، وتبدأ الزوجه تقارن بينه وبين غيره مما يزيد المشكلة سوء، ويتولد لديها النفور منه وتتفاقم المشكلة حتى يبنى الحاجز الجليدي.

لهذا نرفع شعار"احذروا الفضائيات" هذا لا يعني أن نتخلى عن أجهزة التلفزيون أو أن نحطم أجهزة وأطباق الإستقبال، إلا أنه يعني أن نكون أكثر حرصًا وأكثر دفئًا وإشباعًا لأنفسنا.

تهادوا تحابوا

فترة الخطوبة والشهور الأولى من الزواج هي من أجمل الفترات التي يذكرها الزوج والزوجة على السواء فما السبب؟ تحظي تلك الفترات بالقدر الأكبر من الرومانسية والسلوكيات الرقيقة والهدايا المعبرة عن المشاعر العذبة، وللأسف فإن الأمور تتغير بعد الزواج ويعتقد كل طرف أن مجرد اتمام الزواج هو برهان على الحب فلا حاجة لإظهاره، وأن كل التصرفات التي يقوم بها طرف لخدمة الآخر هي دليل عن الحب، فلا داعي للتهادي في الأعياد وفي غيرها، ولا داعي للكلمات الرقيقة، وربما تطور الأمر للأسوأ مع قدوم الأولاد، فيصبح الزوج والزوجة أكثر خجلاً لإظهار مشاعرهما وحبهما ، ويتحول التعبير إلى تعبير سري خفي في اللحظات التي ينفردان فيها ببعضهما البعض متناسين أن إظهار هذا الحب أمام الأولاد أمر له أهميته في بنائهم من الناحية النفسية، والابن الذي ينشأ في بيت يلمس فيه حب الأب للأم والعكس يصبح سويًا متزنًا عاطفيًا بعكس الطفل الذي ينشا على الجفاف العاطفي.

ومع تأخر سنوات الزواج تبدأ عبارة "عيب احنا كبرنا" بالظهور وهي الأخطر من نوعها، فليس للحب موعد محدد، وأنتَ تستطيع أن تهامس زوجتكَ بأجمل كلمات الحب ولو كان عمركَ جاوز السبعين، وهي تستطيع أن تهاديكَ وتفاجئكَ في ذ كرى زواجكما ولو تجاوز عمرها الستين، قانون العيب لا يسري أبدًا على التعبير عن الحب المشروع.

وتجديد الشوق والبعد الجسدي لفترات قد يكون حلاً مثاليًا لكسر الحاجز الجليدي، كذلك التهادي ولو بدون مناسبات، إيقاظ المشاعر بالكلمات الرقيقة، المكالمات التليفونية ولو من مقر العمل، فليس عيبًا أن تتصل بزوجتكَ لدقيقتين يوميًا وأنت في مقر عملكَ لتنطمئن عليها، وليس عيبًا أن تشيعي زوجكِ إلى باب المنزل حين خروجه، وليس تصغرًا أن تحضر لزوجتكَ قطعة شيكولاتة تحبها وقد جاوز عمرك الخمسين، وليس تكبرًا أن تتجملي لاستقبال زوجكَ عند عودته إلى المنزل وأنت في الأربعين أو الخمسين من عمركِ.

الإبتسامة هي السحر الذي يؤثر في الآخرين، فتبسم لها وتبسمي له فأنتما على الحب اجتمعتنا وبالحب تكملا مسيرتكما وتحتضنا أولادكما، وتذكرا أن الوقاية هي دائئمًا خير من العلاج، فتحصنا من الملل قبل أن تصابا به وتسعيان لعلاجه.


نسمه السيد ممدوح

سنيورا

www.malekat.com


في مواجهة التكنولوجيا

هذا الموضوع هو أحد الملفات التي أعددتها لتحمل رأيي الشخصي في العديد من الموضوعات .. ربما خالف هذا الرأي البعض ولكن لا بأس من الخلاف ، فقد يفتح مجلات أوسع للتفكير.. وربما أقتنعت أنت بما أقول .. على كل حال أنا أتحدث وأنقل إليك ما لدي وانتظر رأيك حتى لو كان مخالفًا لرأيي .. فيكفي أن تعرني من وقتك القليل لمزيد من الحوار البناء..

في مواجهة التكنولوجيا

من الضروري جدًا أن نسلم بالحقائق ، ولهذا كان علينا أن نسلم بالواقع الذي نعيشه لأنه أصبح حقيقة لابد أن نعيها جيدًا لكي نتعايش معها على نحو صحيح وبدون مشكلات، والواقع أننا اليوم نعيش في عالم يختلف كثيرًا عن الماضي، فالتطور الهائل والمتسارع في مجال تكنولوجيا الاتصال والمعلومات الذي شهدته العقود الأخيرة غير كثيرًا من مظاهر الحياة وأنماطها، فانتشرت أجهزة الكومبويتر على نحو مذهل حتى داخل بلادنا العربية، وتعددت داخل البيت الواحد، وفي كثير من الأحيان اصبح لكل فرد جهاز خاص به كما كان في الماضي لكل فرد مفكرته الشخصية التي لا يجوز لغيره لستخدامها،تطورت شبكات الكومبيوتر أيضًا وبرزت الإنترنت كأقوى شبكة موجوده، وأصبحت الإنترنت مصدر ثري بالمعلومات المتنوعة بأكثر مما نتصور بكثير، شهدت أجهزة الاتصال أيضًا من هواتف تطورًا غير مسبوق، فصغرت أحجامها وتضخمت امكانياتها من الاتصال بشبكة الإنترنت والأقمار الصناعية، حتى أصبح من الممكن أن تعرف مكان شخص ما من خلال رقم هاتفه والقمر الصناعي الذي يلتقطه، ظهر الإندماج أيضًا في التكنولوجيا الحديثة ، فأصبح الكومبيوتر يحل محل التلفزيون والكاسيت ، وبات الهاتف المحمول بمثابة هاتف وكاميرا متفوقة وكاسيت بسماعات نقية.

ومن ناحية أخرى ذابت الحواجر والحدود مع استخدام الأقمار الصناعية التي مكنت من نقل المشاهد والأحداث من كل مكان إلى كل مكان في العالم وبفارق زمني يكاد لا يذكر، وبالطبع سمح ذلك لإنفتاح الشعوب على بعضها البعض وتبادل الثقافات فيما بينها على نحو واسع، ولعبت شبكة الإنترنت بصفة خاصة دورًا هائلاً في هذا المجال، فكل متصلوا الشبكة هم فئة واحدة بغض النظر عن أماكن تواجدهم، وما يميز بينهم هو الثقافة واللغة لا أكثر.

وبالطبع في ظل هذا الوضع ظهرت أنماط جديدة للحياة يمكن ملاحظتها بوضوح على أفراد الجيل الجديد الذي نشأ وشب وترعرع في أحضان التكنولوجيا الجديدة، واستطاع معايشتها والتكيف معها بسهولة، حتى بات استخدامها امرًا مألوفًا في حياته، فهؤلاء قد يفضلون تدوين الملاحظات والتنبيهات والمعلومات السريعة على أجهزة الكومبويتر مباشرة أو الهاتف المحمول بدلاً من استخدام الورقة والقلم، في حين يرى أفراد الجيل السابق أن هذا الأمر مرهق وأن الأسرع والأسهل هو اتباع الطريقة التقليدية، في حين أن الأمر في حقيقته لا يعدو أن يكون بضع ضغطات على الماوس المتصل بالكومبويتر الذي يعمل طيلة اليوم بلا انقطاع، هذه صورة بسيطة جدًا للاختلاف في نمط التفكير بين جيلين أصبحت التكنولجيا هي الفارق بينهما.

ومن هنا كان التطور التكنولوجي وما تبعه من تطور فكري وثقافي سببًا في اتساع فجوة الأجيال دون وعي من الأطراف التي كان عليها أن تحاول تضييق تلك الفجوة، وبالتأكيد أثر ذلك على عملية التربية داخل المنزل، واحتدم الصراع بشكل كبير بين الآباء والأبناء سواء كانوا أطفالاً أم شبابًا، وادعى الكثيرون فقدهم للسيطرة على أبنائهم، وآخرون تولدت لديهم مخاوف كبيرة من احتكاك أبناؤهم بهذا العالم على اتساعه واستخدامهم للتكنولوجيا المعاصرة، والكثير والكثير.

نظرة عادلة


وبما أننا متفقون على ضرورة التسليم بالواقع فعلينا أن ننظر إليه نظرة أكثر جدية وتطورًا، فالواقع الجديد ليس سيئًا للدرجة التي يراه بها الكثيرون، وكل مافي الأمر أنهم ينظرون إليه بحكم العادة والتقاليد فقط، لكن النظرة العادلة يجب أن تكون أكثر مرونة، فقيم الجديد في ضوء حقيقته وليس ما ترغب فيه أنت، فالتكنولجيا الحديثة ساعدت على انجاز الكثير من الأعمال، وكان لها دور فعال في الحصول على المعلومات بسرعة وسهولة، أجهزة الكومبيوتر وشبكة الإنترنت زادت من عمليات التفاعل بين الأفراد ومكنت ذوي الأهتمامات الخاصة من اشباع اهتماماتهم مع جماعات تشاركهم في ذلك، سبل الاتصال الحديثة ساعدت الآباء على الاطمئنان على أبنائهم أينما كانوا، وخففت كثيرًا من آلام الفراق والبعد التي كان يعاني منها كثير من الأسر في الماضي، وزادت الصلات بين الأقارب ولو كانوا في دول مختلفة، وكان لها أيضًا دور في التعاملات المالية، فسهلت عمليات الدفع والشراء عن بعد، أجهزة الكومبيوتر مكنت الأفراد من الاحتفاظ بكم هائل من الصور والملفات مع صعوبة فقدها، كما وفرت امكانيات جديدة للتعليم داخل المنزل، الهواتف المحمولة المزودة بالكاميرات جعلت التحرك أكثر سهولة مع وجود كاميرا دائمًا في الإحتياط لتسجيل اللقطات الهامة وتصوير الحوادث أو على الأقل الحصول على بعض الشواهد والبراهين في المواقف المخختلفة، الأقمار الصناعية مكنت من متابعة الأحداث في كل مكان في العالم في زمن حدوثها وقضت على العزلة كثيرًا ونشرت الوعي بين الأفراد،، وهناك الكثير من المزايا التي لا يوجد مجال لذكرها هنا.

ومؤكد أن هذه التكنولوجيا كان لها الكثير من السلبيات في مقابل إيجابياتها، فلقد زادت من المخاطر الصحية على الأفراد المحتكين بها على نحو دائم، استخدام أجهزة الكومبيوتر لفترات طويلة يسبب آلام الظهر ويؤثر على أعصاب اليد والأصابع، كذلك الاشعاعات المنطلقة من كافة الأجهزة الحديثة وخاصة شاشات الكومبويتر والهواتف المحمولة لها تاثيرها السيء على الصحة، من ناحية أخرى أدى هذا التطور إلى فقد الأمان، فكما يمكن استخدام الكومبيوتر لتخزين الصور والملفات الشخصية، يمكن أيضًا من خلال الكومبيوتر اختراق أجهزة الآخرين وسرقة مالديهم وانتهاك خصوصيتهم، كذلك الحال في الهواتف المحمولة، والكاميرا المدمجة بالهاتف أصبحت في كثير من الأحيان كاميرا خفية يمكن أن تلتقط لك الصور التي تهدد بها فيما بعد أو تنتهك بها على الأقل حرمتك وخصوصيتك، ضف إلى ذلك المخاطر الأخلاقية التي تؤرق الآباء والأمهات والتي قد تدفعهم لأخذ موقف خاطيء من التكنولوجيا المعاصرة، فشبكة الإنترنت مثلاُ تزخر بكم هائل من المعلومات في كافة المجالات، وبالطبع من بينها المعلومات الخادشه للحياء ، وفي مقابل مواقع المكتبات والصحف وبنوك المعلومات والمنتديات ومواقع الترفيه والحصول على مواد الملتيميديا توجد أيضًا المواقع الإباحية والتي ينتمي القسم الأكبر منها للغرب، وإذا قيل أن بعض الدول تستخدم فلاتر خاصة لحجب مثل هذه المواقع فإن هذه الفلاتر ليست بالكفاءة المطلوبة ويمكن أيضًا كسرها، وبدون أن يسعى الفرد لمثل هذه المواقع قد يجدها تصل إليه إما على هيئة اعلانات مثلاُ على البريد الإلكتروني أو على هيئة إعلانات البوب التي تظهر فجأه في مواجهة المستخدم.

واقع داخل بيوتنا

ولهذا يبدو الأمر خطيرًا، ومثيرًا لإرتباك الآباء خاصة في عملية التربية، ورغم أن الكثيرين أصبحوا يفضلون طرق التربية الحديثة القائمة على الحوار والتفاهم ، إلا أنهم رغم اتباعهم لهذه الطريقة فشلوا في إيجاد التفاهم المطلوب مع ابنائهم، وأصبحت هناك صدامات دائمة داخل الأسر ولو كانت غير ظاهرة، فالأب أو الأم ناقمين على سلوك الشاب أو الطفل الذي يقضي جزء كبيرًا من وقته مع جهاز الكومبيوتر، ومتخوفين من ساعات الاتصال بالإنترنت، مما قد يدفعهم للوقوع في الخطأ ومحاصرة الابن وربما انتهاك خصوصيته بحجة الحماية، وفي المقابل ترى الابن متضررًا من هذه الرقابة التي يرى أن القائم بها ذو فكر تقليدي غير عصري وان استخدامه لهذه التكنولوجيا ليس عليه غبار ، وقد يكون هذا الطرف إيجابي في بعض الحالات، فيحاول توضيح الصورة للأب أو الأم ويحاول إشراكهم في حياته ، ويبدأ يحدثهم عن اهتماماته وكيف يقضي ساعاته الطويلة مع جهاز الكومبيوتر، في المقابل قد يكون الآباء متصلبي الفكر ولا يحكمون إلا من خلال ماعاشوه فقط وما اعتادوا عليه، فيرون أن الابحار في الشبكة وقراءة الموضوعات المتفرقة لا يمكن أن يعادل متعة القراءة من الكتاب المطبوع، وأنة الأولى أن يتجه الشاب إلى فعل كذا وكذا كما كان يفعل الأب متناسين اختلاف الظروف الذي ينعكس على الأهواء وطريقة الاستمتاع ، وللأسف هم يفوتون على أنفسهم فرصة عظيمة، فلو كان الابن راغب في اشراك والديه في حياته فلماذا لا يحاولون هم تغيير الصورة المترسبة لديهم عن هذا الواقع الجديد، والاستماع للطرف الآخر بحب وبفكر متفتح.

اعرف الخطر أولاً

وأنت لن تستطيع حماية ابنك من خطر لا تعرف كنهه، وحقيقة كثير من الآباء والأمهات لا يدركون كيف يمكن أن يصل الخطر لأبنائهم، هم فقط يدركون أن الإنترنت تمثل خطر، والكومبويتر يمثل خطر، والهاتف المحمول وامكانية الاتصال عن طريق البلوتوث يمثل خطر، هذه الأفكار العامة المبهمة لا يمكن ان تحمي الابن ، بل إنها قد تدفع الآباء لفرض الحظر التام مما يولد الكثير من العناد لدى الأبناء.

دورك

ويبدو أن العودة للواقع هي دائما ًنقطة البداية في الحل، فحقيقة تمثل التكنولوجيا خطر ليس أخلاقي فقط بل صحي وأمني أيضًا، وعليك أن تدرك الخطر لتعالجه، فبدلاً من أن يقضي ابنك ست ساعات متواصله على الكومبيوتر حاول أنت أن تطلب منه قطع هذه الساعات بفترات راحة قصيرة ، وأن يكون هذا الطلب منبعه الحب والخوف على صحته، بعيدًا عن توجيه اللوم إليه وإظهار عدم الاقتناع بما يفعل ، أو الإندهاش من المتعة التي يجدها ، وحتى لو وجدت هذه المشاعر في باطن الابوين فعليهما اخفائها حفًاظًا على نفسية الابن على الأقل، وليوجدا لديه ارضًا خصبة تستقبل نصائحهما بحب بعيدًا عن اقرانها بفارق العمر والأجيال، كذلك حماية الأبناء من الإشعاعات سواء كانوا أطفالً أم شبابًا، فقط اطلب منهم بلطف البعد عن شاشات الكومبيوتر والتلفزيون، وابعاد الهواتف المحمولة عنهم قدر الإمكان، كن لطيفًا وسيستجيبوا لك بالفعل، وفي حمايتهم من الأضرار الصحية اجعل كلامك مبنيًا فقط على خوفك عليهم بعيدًا عن ماهية التكنولوجيا التي يستخدمونها ومدى اقتناعك أنت بها.

وعودة للوراء قلبلاً وبالتركيز على الأطفال تظهر مشكلة جديدة تتمثل في النمو المبكر والوعي الناتج عن مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة، وبالطبع يعتبر التلفزيون بوضعه الحالي أحد أشكال التطور التي لم تكن موجوده فيما مضى، فهناك قنوات تعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة دون توقف، وهي ليست بالقليلة، كما أن المواد المعروضة على هذه الشاشات اصبحت بعيدة كل البعد عن الأطفال، فأكثرها موجه للكبار من مسلسلات وأفلام وغيرها من البرامج، وللأسف فإن تعرض الطفل لهذه البرامج على نحو مستمر يضر به كثيرًا، فتتفتح مداركه مبكرًا، وينمو عقله بصورة أسرع ، مما يجعل هناك اختلاف واضح بين تفكيره ونموه الجسدي، وبالتالي يفقد معنى الطفولة مبكرًا، ومن المؤكد أن هذا الخلل في سرعة النمو سيؤثر على نفسيته وسيحرمه من الكثير من الأنشطة التي تثري خيال الطفل وتجدد نشاطه، ولكن هذا لا يعني منع الطفل من مشاهدة التلفزيون بشكل تام، فهناك برامج كثيرة ومواد يمكن أن تفيد الطفل وبعيدًا عن التعميمات، فإن الرسوم المتحركة ذات دور فعال خاصة إذا اتبعت طريقة منظمة في عرضها على الطفل وتحبيبه فيها من صغره، ولكن بالطبع ليست كل الرسوم الكرتونية صالحة، ولأن أغلب هذه المواد هي انتاج غربي فإن عملية الاختيار لما يتعرض له الطفل أمر ضروري جدًا، وبعيدًا عن الرقابة واللجان المسؤولة في محطات التلفزيون نجد أن هناك دور هامًا تلعبه الأم بصفة خاصة، فما يجب أن يعرض للطفل هو ما يستطيع فهمه وما يقدم له معنى راقي وقيم، وهناك الكثير من المسلسلات الكرتونية الهادفة والتي تغرس في الطفل قيمة الصداقة، والحب، ومساعدة الآخرين، والاعتماد على النفس، والحنان وغيرها، وبالتأكيد، هناك أفلام تضر بالأطفال بما تمتلئ به من وحشيه ودماء وجرائم قتل وغيرها، وللأسف فإن النوعية الأخيرة بدأت تنتشر على نحو واسع باعتبارها أحدث ما أنتجته شركات الكارتون، وداخل المنازل نترك أطفالنا أمامها دون وعي.

وجانب آخر في أهمية الرسوم المتحركة للأطفال وهو اللغة، فهناك الكثير من المسلسلات الأجنبية التي تمت دبلجتها على نحو سليم ، وتلك تعود الطفل على نطق اللغة العربية بشكل صحيح، كما تجعلها مستساغة بالنسبة له، وفي المقابل نجد كم من الأفلام الكارتونية كأفلات والت ديزني تمت دبلجتها للأسف باللهجات العامية ، ودخلتها الكثير من الألفاط التي لا يصح أن يتعرض لها الطفل في صغره، حتى أن بعض هذه الأفلام وبسبب الدبلجه أصبحت أصلح للكبار الناضجين الذين لن يتأثروا بما ورد فيها من ألفاظ وأساليب الكلام.

ومشاركة الطفل فيما يشاهده له أثره في توجيهه دون أن يدري، والإفادة من حب الطفل للتقليد قد يكون أسلوبًا فعالاً، فلو حاولت الأم أن تظهر حبها لنوعية معينة من البرامج المفيدة للطفل فسيحاول هو تقليدها بمشاهدة مثل هذه النوعية والعكس صحيح، كما أن الحوار مع الطفل منذ صغره وتعريفه بما يصح ومالايصح، وما هو مقبول او مرفوض في مجتمعه أمر له أهميته، خاصة وأن مصادر المعلومات اليوم متاحة للجميع، وسواء قمت أنت بتعريفه أم لا فسيصل إلى المعلومات، ولكن من غير المضمون ان يصل إليها بطريقة صحيحة، أو أن يحصل على مضمون سليم.

ألعاب الفيديو تؤرق الكثيرين


ألعاب الفيديو أيضًا مصدر أرق للآباء، فهذه الألعاب رغم كثرة سلبياتها فإن الأطفال منجذبون إليها، ولهذا يجب أن يكون التعامل معها مبنيًا على أسس سليمة، فلا تحرم الطفل منها فمؤكد سيصل إليها دون علمك، ولكن شاركه اللعب واختيار الألعاب الجيدة التي تخلو من مظاهر العنف المبالغ فيها، ورغم أن من الآثار الضارة لكثرة التعرض لهذه الألعاب ارهاق العينين واعصاب اليدين نتيجة للتركيز وسرعة الحركةـ على الرغم من ذلك فإن بعض هذه الألعاب يعد مثاليًا في تنميه قدرات ومهارات الأطفال خاصة مهارة التركيز والانتباه وسرعة التفكير واتخاذ القرار السليم، ولكن هذه الإفادة مقرونة بالتحكم في مدة اللعب ووقته ايضًا،وهذا التحكم والسيطرة لابد أن يكون بوعي من الآباء، وكما تطلب من الشاب قطع ساعات الجلوس أمام الكومبيوتر لأنك تخشى على صحته ، اجعل هذه الطريقة المتبعة للحفاظ على صحة طفلك.

فجوة الأجيال

من الحقائق السملم بها أن هناك فجوة دائمة بين كل جيل وآخر، سبب هذ الفجوة معروف سيكلوجيًا وهو عدم قدرة الشخص كبير السن على التكيف مع الجديد، فكلما زاد العمر كلما قلت القدرة على التكيف ، ولأن الحياة في تغير مستمر، فإننا نجد دائمًا جيل أول غير قادر على التكيف مع هذا التغيير، وجيل جديد يتكيف بسرعة كبيرة، إلا أن المشكة زادت في السنوات الأخيرة لأن هذا التغير اصبح سريعًا جدًا مما زاد من اتساع الفجوة بشكل كبير، ومع ذلك فإن بالإمكان تضييقها،والأمر فقط بحاجه إلى الوعي، وفي كثير من الأحيان يساعد الجيل الأول على زيادة اتساع الفجوة بدلاً من تضييقها ، والحقيقة أن عملية التقارب بين الأجيال في هذه المرحلة ضروية جدًا ولن تتحقق إلا من خلال تغيير طريقة التفكير لدى الجيل الأول، فلا يطلب منهم التعامل مع التكنولوجيا الجديدة ولكن على الأقل عدم توجيه النقد واللوم لها بدون مبرر، كما أن هذه التكنولوجيا تمثل مجال اهتمام للجيل الجديد ربما لو استطاع الجيل الأول المشاركة فيه لتقلصت الفجوة كثيرًا بينهما، فلماذا لا تطلب من ابنك أن يعلمك كيف يجري اتصالاً صوتيًا عبر الإنترنت؟ ولماذا لا يكون لك بريد الكتروني وتراسل أصدقاءك عبره؟ فقط غير فكرتك عن كون هذه الوسائل ترفيهية ودخيلة وضاره وستجد الأمر أفضل بكثير، كما أن صورتك بالنسبة لأبنائك سوف تتغير كثيرًا وسيصبحون أكثر تقبلاً لرأيك باعتباره رأي لشخص مرن وعصري الفكر، وبالتأكيد ستتمكن في هذه الحالة من توجيههم وحمايتهم وتربيتهم بشكل أفضل.

الهجوم خير وسيلة للدفاع

التكنولوجيا الجديدة أصبحت واقعًا يهددك بالكثير من الأخطار وأنت تريد حماية أسرتك منه هذا الخطر فما الحل؟ تذكر عبارة نابليون بونابرت " الهجوم خير وسيلة للدفاع" وهنا يكمن الحل، قم بهجوم على التكنولوجيا الجديدة بالانغماس فيها وتعلمها، ومعرفة أسرارها لتتعرف على مواطن الخطر الفعلي الذي يكمن بداخلها، ويمكنك أن تسلح نفسك وأبناءك داخليًا ليقاوموها بدلاًَ من أن تغرس فيهم السلبية والخوف والابتعاد عن التكنولوجيا لتفادي خطرها، والبناء النفسي هو أهم مافي الموضوع، فلو غرست الأخلاق والقيم الفاضلة في الشاب فلن يندفع نحو المواقع الإباحية على شبكة الإنتنرت حتى لو واصل العمل عليها لساعات طويلة لأنه قبل كل شيء لن يخافك بل سيخاف الله لأنك غرست فيه هذه القيمة، ولو ظهر إعلان البوب أمام عينيه فسيقوم بإغلاقه دون حتى ان يلتفت إليه.

ومخاوف الكثيرين من إتاحة سبل الاتصال للشباب سواء كانت عبر الهواتف المحمولة أوشبكة الإنترنت على اعتبار أنها قد تؤدي إلى علاقات غير مشروعة ـ أمر تحسمه التربية والقيم المغروسة في الشاب والفتاة، إن توعية الشباب بالحوار وتوجيه النصح لهم بطريقة غير مباشرة وإشعارهم بالمسؤولية كفيل بتقليل نسب الانحراف الموجودة بشكل كبير، كما أنه كفيل بالقضاء على مخاوف الآباء والأمهات مما قد ينجم من توفر وسيلة اتصال سريعة مع ابناؤهم، في حين أن منع هذه الوسائل قد يشعر الابن بأنه ليس محل ثقة مما قد يؤثر على بناؤه النفسي، وفي حالات أخرى قد يدفع به إلى ارتكاب المحظور من الأهل ليثبت تفوقه عليهم.

وإذا كنت تخشى على ابناءك من القنوات الفاضحة على شاشة التلفزيون فلا تعتقد أن استخدام التشفير وإغلاق هذه القنوات بكلمات مرور خاصة قد يحميهم، بل بالعكس قد يدفع البعض لمحاولة كسر هذه الحماية بدافع الفضول والرغبة في الاستكشاف، فالاسراف في المنع بدون مبررات وبدون توضيح يولد دائمًا الرغبة في معرفة المحظور، لكنك إن بنيت داخل ابناءك أن هذه القنوات تبث مالا يصح أن نراه لأنه خادش للحياء ومغضب لله فإنهم لن يحاولوا حتى الوصول إليها في قائمة القنوات المتاحة ولو كانت غير مشفرة، فقط ابن نظم الدفاع الداخلية لديهم، وافتح باب الحوار واجب عن أسئلتهم بوضوح وتقبل مناقشاتهم فهذا افضل بكثير.

وبناء النظام الداخلي للدفاع لا يعني أن تترك الرقابة جانبًا، بل أوجد الرقابة بحدود وبدون تجسس ولا انتهاك للخصوصيات، وجدد نظامهم الدفاعي وكن واعيًا لكل ماهو جديد، وانبذ فكرة المنع التام ومقاومة التكنولوجيا وتجبنيها فمهما فعلت لن تستطيع عزل أبناءك عن العالم، وهم محتكون بهذه التكنولوجيه شئت أم أبيت، لهذا اهتم بهم داخليًا وحصنهم ضد الأخطار وهذا يكفي.

وبدلاً من أن تقاوم التكنولوجيا طوال الوقت حاول أن تفيد منها، فاستغل حب ابنائك للكومبيوتر لتوفر لهم الموسوعات العلمية والكتب النافعة على اسطوانات تهديها لهم من وقت لآخر، واستغل ميل طفلك لتقليد إخواته الكبار ووفر له برامج تعليم القراءة والكتابة على الكومبويتر وطور مهاراته في الرسم والتعامل مع هذا الجهاز الذي أصبح بحق أداة العصر الحديث، اشغل وقت ابنائك من الشباب لتحويل مكتبة الصور والشرائط والأفلام لديك إلى مكتبة رقمية على الكومبيور تحتفظ بها لسنين طويلة، فقط جرب أن تفيد من التكنولوجيا وطاقات الشباب وقدرتهم على استخدامها لصالح الجميع، وساعدهم في تعلم لغة العصر حتى يشبوا أعضاء ناجحين فيما بعد.


نسمه السيد ممدوح
سنيورا
مجلة مملكة المراة
www.malekat.com

اتبعني على Facebook