الثلاثاء، 15 مايو 2012

عصير التفاح.. ماذا عنه؟!


عصير التفاح.. ماذا عنه؟!

قد يبدو من غير المألوف أن أستهل حديثًا جادًا بالإشارة إلى عصير التفاح! قد تكون مندهشًا لهذا، أو قد تنزعج لتشتت أفكارك في تلك اللحظة، على كل حال فأنا أعتقد أن عصير التفاح هو افضل ما يمكن أن أبدا به الحديث عن تصوري الخاص.
تتعدد العصائر وتتنوع نكهاتها وكذلك شعورنا بها، قد يبدو عصير الكيوي والليمون لذيذًا وحاليًا، وبالرغم من ذلك فلن يكون من السهل أن تتقبله في كل وقت، ولن يكون ضيفًا مرحبًا به على مائدة الغداء أو العشاء مثلاً، قد يبدو مثاليًا في الصباح لتبدأ يومك بابتسامة لطيفة، ولن تستطيع أن تتواصل مع مذاقه الحالي طيلة يومك، قد يكون عصير الليمون أو البرتقال جذابًا ورومانسيًا، ومع ذلك ترى شوائبه الكثيرة عالقة به، قد يكون من الصعب أن ترى انعكاس صورتك على هذا المزيج، وفي المقابل يبدو عصير التفاح فريدًا جدًا بلونه الذهبي المائل إلى الحمرة ، وشفافيته العذبة، وكلما كان جيدًا كلما كان رائقًا وصافيًا، وكلما كان لاذعًا في البداية، وبرغم ذلك تستطيع أن ترتشف الرشفة الأولى وأن تشعر بلذة خاصة ورغبة في تكرار المحاولة، لن تنزعج من مذاقه اللاذع في البداية ما دمت تحصل في الواقع على ما تريد، يبدو مشروبًا مشاكسًا بعض الشيء، وعلى كل حال تجده ذو حظوة وحضور على أفخم الموائد، وحتى في اللحظات الخاصة قد ترحب به مستقلاً عما سواه، وقد تسبح في لونه وصفاؤه طويلاً لتراودك الأفكار والخيالات.
إننا حقًا نشبه العصائر على اختلافها، وأعتقد أن أفضل الشخصيات هي ما تحاكي بصدق عصير التفاح، كلما كنت صافيًا رائقًا كنت صادقًا ومحبوبًا من قبل الآخرين، إذن عليك أن تتخلص من شوائب نفسك وأفكارك السلبية كالتوتر والقلق والإحباط والغضب والإنزعاج والتردد، قم بعمل تكرير مستمر لذاتك وانبذ أفكارك ومشاعرك السلبية ولا تسمح لها بأن تعلق في نفسك أو أن ترسب في القاع، ففي الحالتين سوف تفسد كأسك وتجعلك غير مقبول إلى درجة ما.
وكلما كنت صافيًا فستكون قادرًا على استقراء ذاتك، وستكون قادرًا على مساعدة الأشخاص المقربين إليك أو من تهتم حقًا بهم، ستكون بمثابة المرآة الرائقة التي تعكس صورهم بوضوح، ولكنها مرآة آسرة على كل حال، تخفف من وطأة العيوب والمشكلات، وتوفر الهدوء المطلوب لحلها.
إن التوازن في انفعالاتنا يبدو مهمًا جدًا، فنحن دومًا نحتاج إلى الإبتسام والمرح لتخفيف ضغوط وأعباء الحياة، ونحتاج أيضًا للجدة والإلتزام والإنضباط حتى نؤدي أعمالنا ووظائفنا ومسؤولياتنا بشكل جيد، وفي أحيان نحتاج قوة العاطفة كي تحركنا وتدفعنا لاتخاذ القرار، في أحيان أخرى تصبح حاجتنا للعقل ماسة وضرورية ، بل وأكثر أمنًا، لأجل هذا حافظ على توازنك، إن حلاوة عصير التفاح لابد وأن تتناسب مع شعورك بكونه لاذع أو حامض بعض الشيء، فإن اختلت النسبة فقد الكأس نكهته الحقيقية، وأصبح مصطنعًا وغير مستساغ، وفي الحقيقة يخسر من قيمته الكثير، لأجل هذا حافظ على أن تكون طبيعيًا، متوازنًا، كي تحظى بالجاذبية والقبول من الآخرين.
وفي النهاية جرب أن ترتشف عصير التفاح بهدوء، ربما يروق لك هذا التصور.

نسمة السيد ممدوح
15 مايو 2012


اتبعني على Facebook