السبت، 28 يونيو 2014

ثرثرة المشتاق



أنا لا أحسن كتابة الشعر ولا أدعيه، وما أنشره ليس إلا شكلًا من أشكال التعبيير عن فكرة وعاطفة جالت بخاطري وتقمصتها لحين، فلا تحسبوه عليَّ شعرًا، ولا تسألوني عن موسيقاه وقافيته وبحره، فانا لا أعده سوى كلام فني كتبته كما عايشته بذهني وخاطري ومخيلتي..

 
ثرثرة المشتاق


لماذا أنت دومًا..
حاضر بلا حضور؟!
غائب بلا غياب؟!
أنت في كل النظرات..
وراء زجاج السيارات.
وعلى أبواب المتاجر..
ومفترق الطرقات..
أنت على طاولتي بين أوراقي..
تشاطرني إمساكي لقلمي..
واختيار المفردات..
تختبئ على صفحات كتبي..
وتبقى دومًا بين المعاني والكلمات..
وكامن أنت في مرآتي..
ولك رأي في كل أثوابي وزيناتي..
وتخرج من صندوق حليَّ ومجوهراتي..
تختار لي خواتمي وعقودي وأقراطي..
وتدير دومًا عقارب ساعاتي..
فيختل الزمن عندي وأصدق كذب ساعاتي..
تتلاعب بالتقويم على مكتبي..
وتجعل في اليوم مائة عام وعام..
وتشق الأوراق كالأطفال حينًا..
فيصير العام يومًا والشهر ساعات..
أنت تلهو بأصابعي فتحركها من غير أعصاب..
كأني بين يديك دمية القطن..
 وتعبث بالدمية كما تشاء..
أنت مني الدم والأعصاب..
وأنا منك موطن الدم والإحساس.
سلامًا أيها الحاضر كل الحضور والغائب نصف غياب..

نسمة السيد ممدوح
30 مايو 2014



الخميس، 26 يونيو 2014

لنبقَ أصدقاء

أنا لا أحسن كتابة الشعر ولا أدعيه، وما أنشره ليس إلا شكلًا من أشكال التعبيير عن فكرة وعاطفة جالت بخاطري وتقمصتها لحين، فلا تحسبوه عليَّ شعرًا، ولا تسألوني عن موسيقاه وقافيته وبحره، فانا لا أعده سوى كلام فني كتبته كما عايشته بذهني وخاطري ومخيلتي..


لنبقَ أصدقاء


ياسيدي لست مسؤولًا عن آلامي..
أرح نفسك وأرحني وكف عن السؤال..
أنا من شيدت وبنيت وهدمت  بيدي بنائي..
أنا من عشقت معطفك ورباط عنقك وكل جوارحك..
أنا من وضعت كل صغيرة منك تحت عدسة مجهري..
وصدقت زيف عدساتي..
استرح من اللوم والعذاب فلم تنسج بأصابعك أحلامي..
كنت تتفوه بالكلمة صغيرة فتبلغ قلبي..
وقد زادها الخيال جمالًا فوق الجمال..
كنت تلقي علي تحية الصباح فأسمعها شدوًا..
وقصيدة حب رائعة الألحان..
كنت تمسح جبيني إن مرضت يومًا..
كنت تقول طبت يا صديقتي..
وأسمعها طبت حبيبتي جسدًا ونفسًا..
سلامًا يا صديقي..
ولا تحزن على حالي..
كذلك الشعراء في كل زمان..
يسمعون ما لا يُسمع ويرون ما ليس بكائن..
وتنمو فيهم المشاعر وتزهر وتثمر من بعدها الأوجاع..
سلامُا يا صديقي فليس للحب بيننا مكان..
صديقي ولا شيء بعد في خطابي..

نسمة السيد ممدوح
4 يونيو 2014

الاثنين، 23 يونيو 2014

إلى المزيد من المعلومات والمعرفة



إلى المزيد من المعلومات والمعرفة

عندما تتحول حياتنا لحقل تجارب تبدو الصورة مظلمة جدًا، إن التعايش بمبدأ التجربة الدائمة لمعرفة الصواب من الخطأ لا ينجح في كثير من الأحيان، إذ أن بعض التجارب الفاشلة والأخطاء لا يمكن إصلاحها أو تدارك آثارها وعلاجها، لأجل هذا يلجا الكثيرون منا لتحصين أنفسهم طبقًا لمبدأ الوقاية خير من العلاج، والوقاية هنا تأتي عن طريق المعلومات، وأفضل وسيلة لتلقي المعلومات هي القراءة.
إن اختيار شريك الحياة مثلًا من الموضوعات الشائكة، وقد قرأت نقاشًا دار في إحدى المجموعات النقاشية على موقع التواصل الإجتماعي الشهير Facebook حول موقف كثيرًا ما نشاهده في واقعنا وهو: انجذاب شخص لشخص آخر ووقوعه في الحب، وعند الرغبة في تنمية هذا الحب وتتويجه بالزواج يظهر الصراع ورفض الأهل، وكان هذا هو السؤال: هل تنتصر لحبك وتقاوم أسرتك؟ أم تخضع لأسرتك مضحيًا بحبك؟ ما أثارني حقًا هو المناقشة بأكثر من السؤال.
في خضم المناقشة اتفقت الأغلبية على أن رأي الأهل وبخاصة الوالدين مهمٌ لأسباب منها: زيادة الخبرة، التفكير بعقلانية، ولأن التجارب أثبتت صحة رأي الوالدين في الأغلب، ومع هذا لم يحاول أحد مناقشة المشكلة من زاوية أخرى، ومع أن للوالدين كل الاحترام والتقدير إلا أنه في كثير من الأحيان يكون الوالدان غير قادرين على الفصل في القضية بشكل دقيق، ولأن أحكام الشخص تتداخل كثيرًا مع ذاتيته يسرف الوالدان أحيانًا أو أحدهما في تقدير رأيه الخاص وتحكيم مزاجه وميوله، فقد لا يعجب الأب مثلًا بالفتاة التي يرغب ابنه بالارتباط بها لعدة أسباب منطقية، ولكن أكثر هذه الأسباب تأثيرًا عليه ليس منطقيًا، وهو عدم قبوله الشخصي لها، يشعر بأنها فتاة غير محبوبة، ليست مناسبة، ولا يستطيع التمييز بدقة بين هذا الشعور الخاص وبين أسباب الرفض الأخرى، إن كان الأب حكيمًا فسيجاهد نفسه قبل أن يناقش قرار ابنه بالارتباط بتلك الفتاة مثلًا، سيحاول غربلة رأيه، وإبعاد كل ما يخص ذاته من انطباعات وميول شخصية، ثم يقدم لابنه رأيًا عقلانيًا بحتًا كرأي الخبير في قضية ما، قد يبدو الكلام هينًا ولكن أرض الواقع تجعل الأمر أصعب بكثير.
من بين ما قيل في المناقشة سالفة الذكر أن المشكلة يمكن أن تحل بالحوار منذ الصغر، وأن على الأم مثلًا أن تحاور ابنتها منذ صغرها وتغرس في ذاتها الصفحات التي يجب أن تبحث عنها في شريك المستقبل، وإن كان المبدأ الحواري سليمًا فالأمر لا يخلو من الخطورة، إن ما ستغرسه الأم هو المشكلة، فالأم بلا وعي سوف تسقط ذاتها على ابنتها، وتغرس فيها ما رغبت هي فيه عندما كانت شابة أو ما لم تحققه مع والدها، إذن ما ستقدمه الأم ليس إلا ناتج تجربة شخصية لا أكثر، أما حين نهتم نحن بتقديم مواد تثقيفية وتوعوية للأم والأب حول الصفات الثابتة التي يجب أن تغرس في الأبناء فحتمًا سيختلف الأمر كثيرًا.
الكثير من المقالات والكتب تهتم بتربية الأطفال صغارًا في حين تهمل توعية الوالدين حول ما سيواجهانه في مرحلة ما بعد المراهقة مع أبنائهما، إن دخول الأبناء معترك الحياة والسعي لإيجاد شريك حياة مناسب ثم إيجاد شريك  - بغض النظر عن كونه اختيار صائب أم لا - وما يتبعه من أوضاع جديدة في الأسرة ـ جميعها موضوعات لا تحظى بالإهتمام، ولأن تجربة الفرد كشاب أو فتاة تبحث عن شريك حياة تختلف كثيرًا عن تجربة الأب أو الأم كمستشار وموجه للابن فنجد أن خبرة الشباب لا تفيد الأب والأم كثيرًا، وليست إلا تجربة ذاتية لا أكثر.
إذن نحن نعاني من نقص شديد في المعلومات حول ما يجب أن نقوم به مستقبلًا، كيف يمكن مساعدة الأبناء في تلك المرحلة الحرجة؟ كيف يمكن الفصل بين أحكامنا الذاتية والعقلية في تلك المواقف الشائكة؟ وكيف نميز بين الحب والاختيار حين نناقش أبناءنا؟ إن الحب شعور لا يخضع للمنطق أبدًا ولا يمكن مناقشته أو إيجاد مبررات وأسباب تحتم بولادته في القلب أو وأده، في حين أن الاختيار يختلف، فالاختيار هو عمل العقل، ومن الطبيعي أن تختلف طريقة دراسة شريك الحياة الذي يريده الابن تبعًا لذلك، فإن كان هذا الشريك مقدمًا بمبدا الحب فيعالج الأمر بأسلوب يختلف عن معالجته إن كان مقدمًا بالاختيار، ولا يمكن تناسي الحب عندما ننصب الميزان لنحكم على هذا الشريك إن كان مناسبًا أم لا.
وأخيرًا نحن بحاجة لأن نتعلم كيف نضع حدودًا بيننا وبين أبنائنا حين نفكر بهم؟ فهم ليسوا صورًا لنا ولن يكونوا، قد يتشابهون، وكيف نتوهم نحن اننا نعرفهم حق المعرفة؟ ولكن لنثق أننا لا نعرف عن أبنائنا سوى جوانب من شخصياتهم مهما كانوا على درجة عالية من الصراحة والوضوح معنا، لأن تلك فطرة بشرية وطبيعة إنسانية، فالمرء منا لديه من مكنونات النفس ما يستحيل أن يصرح به، لأجل هذا نحن دومًا مختلفون، وما نراه مناسب لشخص منا قد يكون فعلًا غير مناسب له، نحن نحكم بفضل ما نعرفه عنه، وهو يحكم بكل ما يعرفه عن نفسه
نحن بحاجة لمزيد من العناية والاهتمام من ذوي التخصصات والخبرات العلمية لتوفير مواد تثقيفية لكل أب وكل أم لخوض تلك المرحلة من العمر على يقين ومعرفة بعيدًا عن منهج التجربة للتعلم واكتساب الخبرات.

نسمة السيد ممدوح
23 يونيو 2014

الخميس، 5 يونيو 2014

كلمة على الحاشية

أنا لا أحسن كتابة الشعر ولا أدعيه، وما أنشره ليس إلا شكلًا من أشكال التعبيير عن فكرة وعاطفة جالت بخاطري وتقمصتها لحين، فلا تحسبوه عليَّ شعرًا، ولا تسألوني عن موسيقاه وقافيته وبحره، فانا لا أعده سوى كلام فني كتبته كما عايشته بذهني وخاطري ومخيلتي..
 
كلمة على الحاشية
 


وكتبت على الحاشية..
بقلم الرصاص كالأطفال..
كلمة واحدة..
تهجئتها بقلبي وهكذا جاءت حروفها..
وأشبعتها فتحة وضمة وكسرة..
كي تجيء ملآى بالحركات..
وجعلتها صغيرة وكبيرة في بعض أجزائها..
نقشتها بخط طفولي ويد لم تتقن بعد..
إمساك القلم والتهجئة..
^^^
تذكر مرة لمتني..
عن الصمت الساكن بشفاهي..
والنظرات الكسلى باحداقي..
وحاولت أن  تنتزع كلمة من قلبي..
وقلت مهلًا يا حبيبي..
مثلها لم تلقنه إياي كتبي..
وعلى قدر ثقافتي..
ما دريت كيف تكون لمثلها تهجئة..
انتظر..
كي أتعلم أبجدية غير أبجدية لغتي.
وأتهجأ المفردات كلمة كلمة في قاموس ليس كقاموسي..
وأبلغ تلك المفردة الصعبة الإنشاء ..
الشاقة الإلقاء..
تلك التي تقطع الأنفاس حين نقراها..
وتثير دمع العين..
وتحرق كل ما فينا..
***
اليوم يا حبيبي كتبت على الحاشية..
بقلمي الرصاص لطرفك كلمة..
"أُحِبُّكً"

نسمة السيد ممدوح
5 يونيو 2014

اتبعني على Facebook