الاثنين، 5 يوليو 2010

واقـــع مـريــــــ

واقـــع مـريــــــر

في وقت من الأوقات اجتاحني الشعور بأن الحب مات أو كاد، وأوشكت أو هكذا فعلت أن أرثيه بكلمات، فسطرت له سطورًا بعنوان "ياجدي"، ورغم أن الكثيرين قد يعترضون على ما فعلت فإني لازلت أرى بين الحين والحين أني يومًا أصبت، فقد يكون الباقي الآن شيئ من الحب ولكن ليس هو الحب، ربما أكون قد رثيت الحب العذري كما يسمونه، فهو حب إن وجد يومًا لم يدم طويلاً في زمن يقتل كل نبيل.
وإن كنتَ ممن ينصر بقاء الحب وأنه لا زال حي لم ولن يموت فلي معك بضع دقائق أسألك وتجيبني بصدق: ألم تعلل يومًا ما تفعل مع من تحب بقولك: "إنني أتصرف على سجيتي لاني أحبك" أو "عليك أن تتحملني لأنك تحبني وإذا لم تتحملني أنت فمن يكون؟" كثيرًا ما نسمع هذه العبارات ولكن؛ هل هذا هو حقًا من الحب؟ في رأيي أنت بذلك تظلم الحب وتجعل منه سلعة لابد وأن يُدفع لها الثمن، فإن كنت حقًا تحب شخص ما فأنت ستتصرف على سجيتك دون أن تؤذيه ولو قليلاً، ليس لأنك تتكلف أمامه ولكن لأنك حقًا تحبه، وحينها لن تشعر بأنه قيد ولزام عليك، بل ستشعر بلذة المحب، وإن كنت في ضيق وأزمة نفسية فلن تصب جم غضبك عليه، وهل له ذنب فيما يتعبك، ولكنك سترتمي بين أحضانه، تسكب متاعبك على صدره لأنك تحب أن يكون هو ملاذك ومأواك، وستبكي كثيرًا أمامه لأن عينيه ستر وحجاب لضعفك، لن تخجل من بكائك وضعفك أمام عينيه، لأنك تثق أنه أحبك، وأنه لن يكسرك يومًا، وأنه سيسعى لدعمك، وأن مشاعرك عنده شيء مقدس لن تُمس بما يؤلمها أو يشوه بعضًا منها، وإن ارتكبت في حقه يومًا خطأ ولو صغيرًا، أو آذيته ولو بهمسة أو لفتة او نظرة فستجد نفسك مدفوعًا بقوة الحب والخوف والشفقة على قلبه لتقدم له اعتذارك دون خوف من رفضه، لأنه حتمًا سيقبل وبلا شك لأنه أحبك.
أهذا حقًا ما نعايشه اليوم في حياتنا؟ إن أجبت بصدق فلن تكون الإجابة بنعم لأننا صدقًا مقصرون في حق الحب وفي حق كل من نحب، مقصرون في حبنا لله ولرسوله، مقصرون في حبنا لوالدينا وابنائنا، مقصرون في حبنا لأشقائنا وأقاربنا، مقصرون في حبنا لشركاء حياتنا، مقصرون في حبنا لأصدقائنا ومعلمينا، مقصرون حتى في حبنا لأنفسنا، وللأسف فإن من يحيا بتلك المشاعر النبيلة يناله الكثير من الألم من كل من يحب، فبطارية العواطف لابد لها من إعادة شحن الآخرين، وإن نفذت طاقتها فتلك كارثة.
كلي أسفٌ على من كان حقًا يحب أو من فقد كل من حوله لأنه حاول أن يحب بصدق فكان فريسة لكلماتهم الجارحة دون وعي وأفعالهم الجاهلة لكل معنى سامٍ، كلي أسفٌ على من دفعته الأيام ليتمنى أن يحيا بعيدًا عن الناس حتى يُبقى بداخله على ما اقتنع به، وعاش يأمله في كل من حوله ولم يجده يومًا ، كلي أسفٌ عليك أيها الحب.

نسمه السيد ممدوح
5 يوليو 2010


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook