الاثنين، 22 نوفمبر 2010

الشتاء والقلوب


الشتاء والقلوب

الشتاء فصل شديد البرودة، وكثيرًا ما يكون ثقيلاً على النفس، ولكن على كل حال هو ضيف يأتي كل عام ولا يلبث أن يرحل في موعده ليكرر زيارته في العام القادم، نحن نعرف متى يأتي ومتى يغادر؛ لكن هناك شتاء من نوع آخر يأتي دون موعد، وقد ينتهي أو لا، فهو أمر يصعب التكهن به.
في الشتاء توقد النار باختلاف أشكالها للتدفئة، وقلما تجد شخصًا يشعر بالبرد لا يسعى للدفء بنفسه، ومع ذلك فهناك كثيرون يأتيهم شتاء القلوب ببرودته وقسوته، وللأسف يستسلمون له، يستغذبون البرد متناسين أنهم يومًا ما سيصبحون قطعةً من جليد بلا إحساس، فالقلب أيضًا بحاجة للدفء، وبحاجة لأن تسعى لتدفئته، لا بالأخشاب والحطب المشتعل، ولا بالمعاطف والفراء، ولكن بشيء يوقد النار فيه حقًا، ويوقظ ما نام لفترات طويلة هربًا من البرد، اجترار الذكريات، معايشة أحداث جديدة ولو في دنيا الخيال، رواية حزينة قد تكون أقوى تاثيرًا من الكوميديا والمرح، معاني خالصة من الحب والتضحية والوفاء والإخلاص والصداقة، كلها وقود رائع لنار تدفء القلب وتعيد إليه الحياة.
لهذا قد نستعذب الحزن أحيانًا، نسعى لتعذيب قلوبنا في لحظات ما لنحييها لا لنقتلها بالألم، فهذا الألم يختلف عن معايشته الحقيقة، ولن تتذوق لذة السعادة مالم تعايش قسوة الحزن ولو في طيات عقلك، لن تشعر بمن حولك مالم تبحر في عالم آخر من الأشخاص المختلفون عنك، تقرأ عنهم، تطالع صورهم، تتخيل وجودهم، تحاول أن تفهم من هم؟ كيف يحيون؟ تشاركهم حياتهم، ذكرياتهم، أحلامهم، حينها ستشعر بذاتك وبكل من حولك
فتذكر ألا تسلم قلبك للبرد، حتى لا يأتي يومًا تفقده للابد.

نسمه السيد ممدوح
22 نوفمبر 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook