الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

ما بين الأرض والسماء

ما بين الأرض والسماء


الأرض.. حيث الحقيقة الثابتة.. والواقع بقسوته وبرودته.. الأرض حيث الرؤية المحدودة.. الأرض هي قاعدة الإنطلاق والهبوط.. من الرائع أن تملك أجنحة قوية.. وأن تعدو على ممر الإقلاع وتقفز عاليًا.. فتحلق في السماء.. حيث الحرية والخيال... حيث النعومة والانسيابية.. السماء حيث العمومية واللا محدودية.. ومهما بلغت أجنحتك من القوة فحتمًا سيصيبك الإجهاد.. وستئن من طول الطيران.. وستنهك عيناك من التحديق هنا وهناك.. وعندها ستحتاج للأرض.. ومن المفيد أن تعرف دومُا أين تجد ممر الهبوط.. الطيران لا يصلح لأن يكون حالة مستمرة.. والبقاء على الأرض لا يرضي نفوسنا المتمردة.. ولا يروي عطشها.. ولا يهدئ من ثورة عقولنا.. نحن بحاجة إلى الطيران.. نقلع ونسبح في السماء ثم نهبط لنستريح ثم نعود فنقلع من جديد.. والبعض من محدودي الفكر يظن أن الطيران وحده يفيد.. فإن صدمته الحقيقة.. وأرغمه ضعفه وبشريته على الهبوط.. وعانى من قسوة الأرض وعنف الاصطدام بها دون استعداد.. ظن جاهلاً أن الجميع مثله لا يدركون قيمة الهبوط.. فاحترس أن تكون من بين هؤلاء فهم لا يتعلمون إلا بالصدمات ويحسبون أن الكل مثلهم .. لا يتعلم إلا بمثل ما تعلموا به.. ويحسبون أنهم يملكون كل شيء وهم لازالوا صغاراً بعقولهم التى اعتادت التعلم بعيدًا عن التأمل والتفكر.. احترس وكن حرًا واقعيًا.. وحالمًا متزنًا..

نسمة السيد ممدوح
5 سبتمبر 2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook