الجمعة، 12 يونيو 2009

حــــارس النجـــــاح

بداخل كل منا صورة لما يرغب في تحقيقه، هذه الصورة يرسمها العقل اللاواعي، وفي لحظة ما يستطيع العقل الواعي أن يمسك بطرف الخيط وأن ينتزع تلك الصورة من اللاشعور إلى الشعور، فيبدأ العقل ـ وعن إرادة ـ بالبحث عن سبيل لتحويل تلك الصورة إلى حقيقة ملموسة، ومن الطبيعي أن تتناسب تلك الصورة في الأصل مع قدرات الفرد وامكانياته، إذ أنها تختلف عن الأحلام والأمنيات الخيالية التي ينسجها العقل الواعي في لحظات الشرود والتأمل والتي يكون الإنسان مدركاً لصعوبة أو استحالة تحقيقها.
ومهما كانت الوسائل المرجو منها تحويل الصورة الذهنية لدى الفرد لما يسعى إلى تحقيقة ـ فإن الضمان الوحيد لتحقيقها يكمن في العزيمة والإصرار، ولا يكفي أن يخطو المرء بضع خطوات على طريق النجاح ويرى شمسه قد أشرقت حتى يصل إلى نهاية الطريق ـ إذا كانت له نهاية بالفعل ـ فلا يعدو هذا النجاح إلا أن يكون مجرد بداية فقط إما أن يتوقف عندها الإنسان ويظل سجين أحلامه التي لم يحققها، وينتابه الياس ومن ثم يتحول إلى إنسان سلبي ويتوقف في مكانه للأبد، وإما أن يجتازها تدفعه إلى ذلك طاقة جبارة من العزيمة والإرادة والثقة بالنفس حتى يصل إلى أبعد ما يمكنه الوصول إليه في حلمه، وفي كل خطوة جديدة تزداد هذه الطاقة بداخلة ، ويزداد هو قوة، ويتحول إلى شخص إيجابي في حياته ومقدرًا ناجحًا لامكانياته ، فلا يندفع في طريق لا يمكنه المضي فيه سوى بضع خطوات لأنه قد تعلم كيف يقدر ذاته وكيف لا يقذف بها في اليأس.
فالنجاح قد يتحقق في وقت قصير لكنه لا يدوم إلا إذا أقمت عليه حارساً صنعته العزيمة وقوة الإرادة ، وهكذا يمضي النجاح تلو النجاح ، وتتجدد الأحلام ، ويتحقق ما شاء الله له أن يتحقق منها.


نسمه (سنيورا)
23 أغسطس 2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook