الأحد، 24 أبريل 2011

فانتازيا


فانتازيا

في ساعة غير مذكورة، حين تصطبغ الجدران باللون الأبيض، تغيب النوافذ، تستحيل الأصوات من حولي، حينها تدب الحياة في أوراقي وقلمي، تراني مرآتي وتقدر على محاورتي، لماذا العبرات يا سيدتي؟ هكذا باغتتني أوراقي، آذتها دموعي فأشفقت لحالي وصمتي، يا صديقتي أجيبيني : أكانت طفولتنا جميلة أم شبابنا هو الأسوأ؟
حيرتني وما الفارق؟

إن كانت هي جميلة فهي حقًا كذلك، وإن كان شبابنا اسوأ فهي لم تكن غير عادية أو سيئة من دونه يا عزيزتي.
أذكرك يومًا وصفتها بأنها حقًا جميلة.

خبريني أنت ألم تكن منازلنا دومًا فسيحة مزدانة مشرقة سعيدة؟ أما كانت وجباتنا وحلوتنا دومًا لذيذة؟ أما كانت أيامنا حقًا صافية نقية سعيدة؟ ألم تزل ذكريات الطفولة بيضاء طاهرة؟ أما كانت ذراعي أمي أكثر حنانًا وأحضانها أكثر دفئًا؟ أماكنت مدرستي جميلة؟ ونزهاتنا عديدة ومغامراتنا كثيرة؟ أما كانت صداقاتي كثيرة؟ وضحكاتني وتذكاراتي هنا وهناك لا عد ولا حصر؟ أما كانت قصصي بهيجة؟ أما كانت حدائقنا مزهرة ؟ وسماؤنا صافية ؟ وشتاؤنا ممتع وأمطارنا مثيرة؟

نعم كانت كذلك، وشبابك أيضًا بالجميل مزدان؛ لكن هو النضج يا صديقتي.
صدقت يا جليستي، أنت أيضًا في شبابي جميلة، وفي طفولتي ما عرفتك، وعشقت دميتي والعابي البسيطة، أما عشقك وقلمي فماكان غير حب شبابي ونضوجي، تحية لك طفولتي وسلام لأيامك النقية.

نسمه السيد ممدوح
23 ابريل 2011


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook