الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

اثنان، والبحر ثالثهما

اثنان، والبحر ثالثهما



على الرمل الأسيل ترامت زجاجتان فرغتا إلا من رسالتين.. مددت أناملي أتحسس نبض كل واحدة فإذا القلب يلامس قلبًا.. فعزمت أمري على أن أفض السر المخبوء فيهما، وأقبلت أتنسم عبق ما كتب في إحداهما، فقرأت:

"إلى الرفيق المجهول، ما عرفت لك عنوانًا أذيل به خطابي فأعطه لساعي البريد؛ فآثرت البحر عنه مرسالًا يطوف الأرجاء لعله يبلغك، فسألني عن وصفك فقلت: هو للقلب منية وللعين ضياء وللروح أنيس، هو الأمل والحب والحلم، وهو المستحيل.. هذا والسلام يا عمري، قد بلغك الحب والشوق للقلب البعيد المستور الاسم والعنوان والصورة"

قبلتها بنبل، وأدنيت الأخرى من قلبي، وقرأت على أسطرها:

"إلى الحبيبة حيث كانت، لكِ الشوق مكتسيًا بروحي، والحب ممزوجًا بدمعي، والوفاء مغروسًا بقلبي، أقرئك السلام وأناشدك الرحمة بفؤادي المنفطر من البعد، فتبيني وأخرجي من وراء الأيام ، فأنا مشتاق وبي لوعة لقلب خلق لألقاه ولم ألقه ليومي"

ضممت الرسالة لأختها وزدتهما بنورة، وجمعت الكل في زجاجة، فودعتها وأسلمتها للبحر وقلت: إلهي، اجمع بين قلبين أضناهما البعد.

نسمة السيد ممدوح
10 سبتمبر 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook