الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

أفكار منثورة

أفكار منثورة


تزخر المواقع والمجلات بالمقالات والموضوعات التي تهتم بالعلاقة الإنسانية وعلاقة الحب وكيفية تنميتها والعناية بها، ولكن للأسف دائمًا ما تصورها وتقصرها وتحصرها في علاقة الرجل بالمرأة، وكأنهم يتناسون أن المرأة والرجل في الحقيقة ليسا إلا بشر، وكأن العلاقات التي بحاجة لعناية واهتمام لا تربط سوى رجل بامرأة؟ فأين العلاقة الإنسانية على اتساعها؟ أين علاقة الصاحب بصاحبه والصديق بصديقه؟ اين علااقة المعلم بتلميذه؟ أين علاقة الأخ بأخته؟ أين علاقة الجار بجاره؟ ولا أقول لكم أين علاقة الأم بابنها والأب بابنه لأن تلك تناقش من جانب آخر رغم أهميته فهو يحصرها أيضًا ويحد منها، وكأن ما بينهما علاقة تربوية فقط.

أين الإنسان من الإنسان؟

العلاقة بين اثنين تحتاج لاهتمام وصيانة ورعاية.

العلاقة كالنبتة الجميلة إن لم تروها تذبل وتموت.

العلاقة هي مولود يجمع بين اثنين من بني الإنسانية، ينمو بينهما، ويربوا بعنايتهما وحبهما وحرصهما عليه، ويموت بإهمالها وجفائهما.

ربوا العلاقات فيما بينكم كما تربوا أبناءكم، فهي أبناء من طبيعة مختلفة.



قلت لشخصٍ ذات يوم: "لا تدع فرص الحياة تفلت من بين أصابعك، بعض الفرص لا تمنحها لنا الحياة سوى مرة واحدة" فأيد ما قلت وسألني: كيف أعرف أن هذه الفرصة لن تتكرر؟ هذه هي المشكلة، فنحن كثيرًا لا ننتبه للفرصة إلا وقد ذهبت.

حقيقةَ كان سؤاله هو الأهم، نحن أحيانًا نطلب ضامنًا لما لا يُضمن أبدًا، فما الضامن أن تلك الفرصة التي سنحت بها الأيام سوف تتكرر؟ وما الضامن أنها لن تتكرر؟ حقيقةُ لا يوجد ضامن، وما عليك أنت إلا أن تتعامل مع كل فرصة كأنها الفرصة الأخيرة وألا تجعلها تفلت من بين أصابعك.

وفي كتاب د. إبراهيم الفقي "المفاتيح العشرة للنجاح" كان يناقش أمرًا مشابه إذ كان يسأل عن الشيء إن حققته فماذا ستكسب؟ وإن لم تحققه فماذا ستخسر؟ وعلى هذا عندما تتح لك الفرصة لنيل شيء ما فاسأل نفسك هذين السؤالين: إن أنا اغتنمت الفرصة فماذا سأربح؟ وإن لم أغتنمها فماذا سأخسر؟ ربما كانت مكاسبك هي الأكثر فاقدم علهيا بشجاعة، وربما كانت مكاسبك أقل وخسارتك أكبر فهنا تريث ولا تتهور أو تندفع، ليس كل ما يتاح لنا طيبٌ مستساغٌ ومفيدٌ، وأنت إن كنت جائعًا قد يُعرض لك طعامٌ سامٌ أو ملوثٌ فهل ستأكله لأنك جائعٌ فقط؟!


 كن قويًا شجاعًا في كل أحوالك، ولكن احذر أن تحيد شجاعتك لتبلغ بك حد الوقاحة.

كن شجاعًا ولكن كن مهذبًا في الحب، في اللقاء، في الفراق، في الوداع، في الوعد، في الاعتذار وحتى في الخصام.

كن شجاعًا فكم أبغض الجبناء.

تذكرون كلمة نزار:

"إرمي أوراقكِ كاملةً..
وسأرضى عن أيِّ قرارِ..
قولي. إنفعلي. إنفجري
لا تقفي مثلَ المسمارِ..
لا يمكنُ أن أبقى أبداً
كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ "

الشجاعة في كلمة صريحة مهذبة خير من صمت يحمل الغموض، وهروب لا يترك وراءه غير الحيرة واساءة الفهم والشحناء.

الشجاعة في اعتذار مهذب تجدد العلاقات وترمم ما انهدم تحت وطأة الغضب والثورة والانفعال، وهي أفضل من صمت منكسر أو تجاهل واستدراك للحياة.

الشجاعة في كلمة حب أجمل من حب مستتر يخشى النهار.

الشجاعة في كلمة وداع أجمل من ذبح الأرواح بقسوة الصمت وصدمة الغياب.

الشجاعة في طبع قبلة على جبين العزيز وقد فارقته الروح أجمل من خشية مرآه.

الشجاعة في رفع المسؤولية أجمل من الهروب وإيثار الكسل والراحة.

الشجاعة في الثناء على الجميل، وتبيين عيب يمكن إصلاحه، وتقويم ما اعوج، وزيادة الحسن في الحسن أجمل من الإنفرادية بالذات ، ورفع اليد، على أن يصاحب الكل تهذيب مع الشجاعة.

لأجل هذا كن شجاعًا سواء كنت رجل أو امرأة، كن شجاعًا مع نفسك ومع الآخرين.

وأخيرًا: كن شجاعًا فكم أبغض الجبناء.



الشيء واحد لا يتغير، حقيقة واحدة لها من أوجه الحسن والقبح، غير أني أنظر لمحاسنها بعمق، وأنت تنظر لقبحها بعمق، فتراني مغرقة بالتفاؤل وأراك قد أغرقت بالتشاؤم، وما نظرت لحسنها بقوة إلا لأقبل قبحها ولا أكرهه، فيرجع علي كرهًا فوق القبح فلا أطيقه، وأنت أسرفت في النظر للقبح فأنساك المحاسن.



سألني سائل بالفكر فقال: ما الحب؟ قلت: هو ضرب من الإيمان، هو تصديق القلب بأن قلب محبوبه هو الحاضن لسر سعادته، هو إخلاص لا يداخله رياء المصلحة أو التزين أو التزييف، هو عمل في القلب وبالقلب وللقلب، وهو قول حسن باللسان، وتعبير عن مكنون الفؤاد وإن ضاق فكان محصورًا في حروف قليلة، هو فعل بالحواس: نظرة وبسمة ولمسة، هو عمل كامل من التضحية والاكتفاء والسعادة، هو ضم النصف للنصف، هو مؤانسة الروح للروح، هو أمانة وعهد ومسؤولية، هو أخلاق وليس كل المحبين في زماننا على خلق الحب الأصيل.
نسمة السيد ممدوح 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook