الاثنين، 11 نوفمبر 2013

تعلم أن تطلب ما تريد



تعلم أن تطلب ما تريد


دائمًا ما توصي كتب العلاقات بأن يتدرب كل طرف فيها على أن يطلب ما يريد من شريكه ببساطة، وليس من الضروري أن يطلب فقط ما يحتاجه بشكل حيوي وعاجل، وإنما هناك حاجات أشبه ما تكون رفاهية للشخص ولكن تحقيقها يضفي على أي علاقة بين اثنين جو من الدفء والود، الغريب أن من يستجيب لذلك النداء قليلين.
بالأمس كنت أتأمل قطي المدلل، لقد عانى منذ أشهر من تكتل الفراء بمنطقة الصدر نتيجة لانشغالي عنه، وإذ بي أواجه المشكلة وجه لوجه بشكل صريح ذات يوم، ما العمل؟ تنبهت بأن علي ما يجب أن افعله بانتظام حتى أخلصه من تلك التكتلات التي مزجت الفرو بالدهون الطبيعية التي يفرزها جلد القط، باشرت عملي بأن منحته حمامًا دافئًا، وجففت شعره جيدًا، ثم أعددت له أدواته وبدأنا العمل كل يوم، نقوم بتمشيط الفرو، نضيف بعض البودرة ونحاول التخلص من التكتلات، نقص ما أمكن منها، استمر العمل طيلة شهر كامل دون أن أمل أو اكل، أعلم أن النتائج لا تأتي سراعًا وإنما يلزمها الوقت، في النهاية فرحت لكون "بوبوس" قد تخلص من تلك التكتلات تمامًا.
لكن اللافت للنظر أن قطي المدلل رفض أن يتعرض للإهمال ثانية، فعندما أكون منشغلة عنه يأتي ليطلب حقه في الرعاية بشكل واضح، وكل مربي الحيوانات الأليفة يعلمون أن لكل حيوان طريقته الخاصة في التفاعل مع مربيه وطلب حاجاته منه، إذن أصبح القط واعيًا لضرورة مطالبته بحقه وإن كان يمثل له اليوم شيئًا من الرفاهية، إنه يسعى لينل الاهتمام والرعاية، وهذا ما يتوجب علينا أن نعيه، الفارق الذي سيميزنا في هذه الحالة هو أننا أكثر وعيًا بالأساليب الصحيحة للتعبير والطلب.
وعلى الجانب الآخر يفترض فيمن يتلقى هذا الطلب أن يتفهمه على نحو صحيح، الطلب لا يعني التقصير عادة، وإنما يعني مزيد من الاهتمام اللازم لبقاء العلاقة ليست فقط حية؛ وإنما دافئة.


نسمة السيد ممدوح
 11 نوفمبر 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook