الأحد، 19 أبريل 2009

نحو هدف واحد

نحو هدف واحد

صفة التعاون هي إحدى الصفات من الدرجة الثانية، والتي تعتمد في الأساس على وجود مجموعة من الصفات الأولية التي تبنى عليها، ورغم أن التعاون قد يكون أقرب إلى الطبيعة والتلقائية، ورغم أن مظاهرة في الحياة من حولنا كثيرة ؛ إلا أن القدرة على تحقيقه بين جماعة من الأفراد مختلفي الطباع والأهداف أمر صعب.
فالمادة في الطبيعة مكونه من جزيئات مترابطة بعضها مع بعض، وأياً كانت درجة هذه الروابط والتي تحدد نوع المادة، إلا ان الترابط موجود، وهذا الترابط هو العامل المحافظ على وجود المادة، وفقدانه يعني تطاير الجزيئات واختفاء المادة وليس فناؤها.
والمجتمع البشري هو عبارة عن أفراد تربطهم علاقات حتمية تحافظ على وجودهم، ولكن في النشاطات التي لا يكون فيها التعاون ضرورياً تبرز المشكلة، وتبدو الحاجة ماسة إلى بناء شخصية الفرد على أسس معينة، بحيث يكتسب الصفات الأولية التي تمكنه من الاتصاف فيما بعد بصفة التعاون، ولعل من أبرز هذه الصفات الأولية: العقلانية ، بعد النظر، اتساع الأفق، النظرة المستقبلية، تقديم الصالح العام على المنفعة الشخصية، والقدرة على تحقيق المعادلة الصعبة والممثلة في تحقيق المساواة العادلة بين تحقيق الصالح العام واثبات الذات ودون أن تطغى الثانية على الأولى.
والمجتمعات الناجحة أياً كان عدد أفرادها وأياً كان مجال نشاطها هي المجتمعات القادرة على العمل معاً كفريق كبير متعدد المهارات والقدرات، يحمل كافة أفراده هدفاً واحداً مشتركاً يأتي مقدماً على كافة الاهداف الشخصية الأخرى والتي تختلف من فرد لآخر، وحيث يتمثل الهدف المشترك في خدمة المجتمع الكبير في الأساس.


نسمه (senura)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook