الأحد، 19 أبريل 2009

قنابل موقوته على أرفف المكتبة

الحب هو تلك الكلمة المكونة من أربعة أحرف والتي أثارت من حولها الكثير والكثير من النقاشات، وبعيدًا عن ماهية الحب وما يعنيه، وبعيدًا عن مدى ارتباطه في أذهاننا بمعنى الرومانسية ، فإننا وفي مرحلة ما من مراحل العمر نتجه وبشكل واضح لكل ماله علاقة بالحب، كلمات الحب الرقيقة وقصائد الحب وقصصه ورواياته، ولكن هناك خلاف داخل كل أسرة حول ماهية وطبيعة المباح للأبناء في ها المجال:هل يسمح لهم بقراءة ما يشاؤون عن الحب؟ أم يفرض المنع التام؟
يبدو أننا وبدون الدخول في مناقشات نفسية واجتماعية نلاحظ ومن واقع تجربتنا الخاصة أن الحب والميل إليه والتلذذ بكلماته وأقاصيصه هو أمر طبيعي، لكن لماذا تثار حوله هذه المشكلات داخل أسرنا؟ يبدو أن الأمر يتعلق بطرف آخر كمن يكتب تلك القصص والروايات ، ومدى تصوره للحب وسموه، ففي الروايات الغريبة سواء كانت مترجمة أم لا توجد الكثير من المظاهر التي نرفضها بوحي ديننا وأخلاقنا لكن هي في ثقافتهم مباحة ولا غبار عليها، ولهذا كان اطلاعنا على قصص الحب الأجنبية أمر يمثل بعض الخطورة على صغار الشباب ممن لا يدركون بالفعل ماهو مباح وماهو مرفوض بالنسة لهم في مجتمع عربي إسلامي، ويبدو أن المشكلة أقل خطورة بالنسبة للكبار ممن تطور لديهم مقياس التقييم وأصبح في درجة تمكنه من بناء حاجز الأمان المطلوب، ولكن للأسف امتدت المشكلة ومنذ سنوات طويلة إلى رواياتنا العربية.
ففي حقبة ما ونتيجة لتأثر الكثيرين بالإحتلال وما أدخله من أفكار بدأت تظهر جوانب مرفوضة في الروايات العربية، ويبدو أن الكثيرين يمكنهم لمس ذلك في السينما العربية وما تحمله الأفلام من مظاهر مثيرة للنقد والجدل، وللأسف لازال هذا التيار ساريًا في السينما العربية، والأسوأ ان امتد وبشكل ملحوظ في المسلسلات أيضًا.
فبحجة نقل الواقع كما هو سقط الحب أرضًا لتطأه الأقدام، وتبدلت صورته من عاطفه سامية إلى مجرد غلاف للفريزة، وامتلأت الروايات بالتعبيرات الفجة والأوصاف الصريحة بأكثر مما ينبغي، حتى أن هناك الكثير من الروايات لكبار الكتاب تضم بين صفحاتها ما يخدش الحياء ، ولاتزال هذه الروايات باقية ومطروحة في أسواقنا بل ويشار إليها باعتبارها من روائع ما كتب، رغم أنها قد تتحدث عن مشكلة هامة إلا أن تصوير هذه المشكلة وإدخال الكثير من الأوصاف والعبارات التي لا حاجة لها ولا هدف منها غير الإثارة قد يجعل هذه الروايات بمثابة قنابل موقوته داخل مكتباتنا.
ولهذا أصبحنا نبحث لشبابنا عن روايات طاهرة تصور الحب بسموه وتراعي قيمنا وتقاليدنا العربية، ولقد أثارتني هذه العبارة على أغلفة إحدى سلاسل الروايات العربية "السلسلة الوحيدة التي لا يجد الأب أو الأم حرجًا من وجودها بالمنزل" ربما طالعتكم هذه العبارة وربما أقدمتم على تجربة القراءة لهذه السلسلة، فهي بحق تستحق التقدير لنظافة المضمون على الأقل، أما الأسلوب فيتمتع بالسلاسة والبساطة، لكننا لازلنا بحاجة إلى ما هو أكبر، بحاجة إلى روايات عربية خالصة بأسلوب عربي قوي لا يغرس في شبابنا قيم الحب السامية فقط، بل يتخذ من هذه الروايات وسيلة لتطوير اللغة وتحسينها وتحبيبها إلى كل شاب وكل فتاة، حتى يأتي يوم تفخر فيه الأسر بامتلاك مثل هذه الروايات في مكتباتها.


نسمه (سنيورا)
17 ابريل 2009م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook