الأحد، 19 أبريل 2009

لا تيتموهم وأنتم أحياء

لا تيتموهم وأنتم أحياء

ما هو اليتم؟ ومن هو اليتيم؟ هل اليتيم هو من فقد والديه أوأحدهما فقط؟ هذا ما ينفيه الواقع، وهذا ما يجب أن يدركه كل أب وكل أم.
فاليتم في حياة الأبوين أقسى وأشد مرارة من اليتم بفقدهما، واليتم بحياة الأبوين يتم نفسي ، فراق طويل الأمد، ومسافات شاسعة تفصل بين الأبوين وأولادهما، وأبناء يعيشون بمرارة الأيتام ولهم في الدنيا أب وأم يتنفسان هواء الحياة، ربمأ لا تعلمون قدر الألم الذي يقاسيه هؤلاء الأيتام و من حولهم أيناء بقرب آبائهم بنعمون، فلا المال يغني، ولا الرفقة تغني ، ولا الاتصالات اللاسلكية تغني، وإنما هم بحاجة إلى أب يملأ فراغ البيت، وأم تسكب حنانها في كل ركن ، هم بحاجة لقول أبي وأمي بقوة أمام الآخرين، هم بحاجة لأب يحل المشكلات عن قرب، هم بحاجة لام تحتضن بالفعل لا بالكلمات، هم بحاجة إلى صوت أب ينادي في البيت لا لجرس هاتف نقال، هم بحاجة للمسة أم في ليل المرض لا لرسالة صماء، هم بحاجة لوجبة بسيطة على طاولة تلتف حولها أسرة كاملة ، هم بحاجة لدفء الأبوين وهم أحياء قبل ان تلفهم برودة الحياة وهم أموات.
فلا تيتموا أبناءكم وأنتم أحياء، ولا تعجلوا المصير وتستبقوا الأقدار، وحياتكم نعمة وهبة من الله امنحوها لهم.


نسمه (سنيورا)
9 يناير 2009م

هناك تعليق واحد:

اتبعني على Facebook