الأحد، 19 أبريل 2009

لسنا في الهوى اثنان

لسنا في الهوى اثنان

التقينا منذ سنين ، تعاهدنا على الحب وكم شقى بيننا الحنين ، كتبنا في الهوى ما لو رآه غيرنا لعدوه ضربًا من الجنون ، وظننا أننا قد أصبحنا كيانًا واحدًا حتى جاء يوم الودق، وأحاط بنا معطفك، يقيني من البرد وحبات المطر، يومها تقاربنا ، وظننا أننا بلغنا أعلى درجات العشق، وأننا لم نكن قبل سوى اثنين، حتى سقطت يومًا من هاوية الحياة، وبت أناشدهم بضع قطرات حمراء، فمددت إلي يدك، أن انزعوا مني نبض الحياة لتحيا ماشاء الله لها من أيام، يومها عرفنا أننا قد امتزجنا ، وأن دماءنا أصبحت شيئًا واحدًا، ولم نعد في الحياة اثنين، ولم نعد كيانًا واحدًا، لأننا أصبحنا روحًا لا روحين.
منذ ذلك الحين وأنا اراك في كل مكان، أنظرك في الفجر ، فهو مبيض بصفاء روحك، ألمس مشاعرك في حرارة شمس النهار، أنعم بهدوء نفسك في ظلمة الليل، وأظل ساهرة بقربك في ضوء القمر، أقص أجمل الحكايات، أروي لك عن الأميرة الحسناء والأمير الشجاع، لم نعد بحاجة لقصائد الحب والهوى، ولم نعد نكتب أسماءنا على أوراق الشجر، ولم نعد ننظر للبحر كلوحة من الرومانسية صنعتها يد المبدع الأعظيم، لم نعد بحاجة لأن نهرب من أعين الناس، نخشى على حبنا من نظراتهم المستغربة، فلم يعد حبنا يظهر لأحد، اختفى من على سطح الماء وغاص كثيرًا في الأعماق، لقد رسخ في نفسك ونفسي، دفن حيث لا يصل إليه أحد ، فلا نظراتهم تجدي، ولا كلماتهم تجدي، ولا كذباتهم تجدي، فقد سما فينا الحب حتى عن الكلام.
واليوم نذكر أننا منذ سنوات التقينا وظننا أننا بلغنا من العشق منتهاه، فلنضحك على مافات ، لقد كنا صغارًا لم نتعلم في مدرسة الحب سوى أحرف الهجاء، واليوم نحن نعلم صغار الشباب كيف يكون الحب بين روحين لم يعودا اثنيين.


نسمه (سنيورا)
21 نوفمبر 2008 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook