الأحد، 19 أبريل 2009

كفاكــــــم أحــــــــزان

"يا صديقي.. يا رفيقي.. إحذر إحذر أن تهتم .. هيا نلعب.. جرب حاول ابعد ابعد عن الغم .. هيا اضحك.. هيا إفرح من حولك حتمًا يسعد .. عن فرح يأتي أبحث عن أمل حلو يتحقق ..."
تذكرت هذه الكلمات من عهد الطفولة، كلمات ظلت عالقة بذهني منذ أكثر من عشرة سنوات، كلمات بسيطة لمسلسل كارتوني يروي قصة طفلة يتيمة تحيط بها الأحزان من كل جانب؛ ورغم ذلك تلعب لعبة السعادة كما أسمتها: تبحث في كل موقف حزين عن ملمح سعيد، عن بارقة أمل، تضحك رغم الأحزان والصعاب.
هذه الكلمات البسيطة هي رسالة صادقة لابد أن نقف عندها لحظة، ونتأملها ، لأننا لو فعلنا سندرك كم نحن مقصرين في حق أنفسنا، وكم نحن مثقلين بالهموم، وكم نحن في غفلة عن السعادة، فكما يوجد الحزن يوجد الفرح، وكما توجد الدمعة توجد الابتسامة، وليس صعبًا أن نجد ما يسعدنا، فنظرة من نافذة الغرفة الصغيرة قد تسعدنا: طفلان يلعبان ويضحكان بمرح، أب يقبل صغيره، أم تحنو على طفلها، أخ يمسح دموع أخته الصغرى، رجل يحمل كيسًا من الفاكهة وهو متلهف أن يصل لأبناؤه ليسعدهم.
ونظرة للسماء تكفي لأن نشعر بالسعادة، نتذوق جمال السماء وعظمة الخالق في صنعها، ننظر للشمس المشرقة كابتسامة على ثغر النهار، ننظر للسحب وهي تنقشع عن القمر ليملأ ضوؤه الفضاء سحرًا، نمد نظرنا ونتأمل الأرض بامتدادها، فنرى الزهور تكسو الحدائق وجوانب الطرقات في الربيع فنشعر أن الكون يبتهج ويصحو بعد أن نام طويلاً في الشتاء، ننظر إلى البحر فنرى أمواجه تتراقص وتتمايل مع نسمات الهواء وتعزف لحنًا من الطبيعة.
ننظر إلى الكون بجملته ونسمع صوته وهو يغني لنا "أن كفاكم أحزان"


سنيورا
نسمه
20 فبراير 2009م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook