الأحد، 19 أبريل 2009

كن سعيدًا

كــــــــن سعيــــــــــــــــدًا

السعادة حالة نفسية تكتنف الإنسان عندما يشعر بالرضا عن نفسه وعن أفعاله، وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتقدون بوجود شكلين للسعادة: يختص أحدهما بالجانب المادي للحياة والآخر بجانبها الروحي، إلا أن السعادة في حقيقتها حالة نفسية وعاطفة تنبع من القلب وتغمر النفس، ومسبباتها تكاد تكون جميعها معنوية حتى تلك التي تبدو في ظاهرها مادية، فالمال الذي يمنحه الأب لابنه كونه أحد أسباب السعادة المادية ليس إلا ترجمة رمزية لمشاعر الأب الحنون المحب لابنه، والأخيرة سبب معنوي لا مادي.
وأسباب السعادة قد يسعى إليها الفرد بمفرده: كأن يجتهد الشخص في عمله ليبلغ ما هو افضل وبالتالي يتحقق له الرضا ويشعر بالسعادة، والإجتهاد ليس إلا تعبير عن عاطفة داخلية منبعها حب الفرد لذاته وتقديره لها، فالسبب في أصله معنوي ونابع من داخل الفرد، في حين أنه في كثير من الأحيان ينبع السبب من طرف آخر، وعلى الرغم من ذلك فكلا الطرفين في هذه العلاقة يشعر بالرضا ومن ثم بالسعادة، فالأم التي تحنو على طفلها وتلاعبه بالساعات هي سبب من أسباب السعادة للطفل ولكنه سبب خارجي، والملاعبة ايضًا سبب داخلي لسعادة الأم؛ لأنها قد وصلت إلى الرضا في تعاملها مع طفلها ونجاحها في إسعاده.
ولقد من الله سبحانة وتعالى على خلقه بالكثير من أسباب السعادة الروحية، وليس هناك ما هو أجمل من شهر رمضان الكريم وعيده في رأس شوال، حيث تعد النفس إعدادًا روحيًا لتلمس أسباب السعادة ولو كانت في ظاهرها مادية: كشراء الثياب الجديدة أو التهادي أو على أقل تقدير صنع الحلوى الخاصة بالعيد، فجميعها مادية في ظاهرها نابعة من الحب المتبادل بين الأفراد في باطنها ، وكلما كانت عاطفة الحب أقوى كلما اكتست هذه الأسباب بحلاوة أكبر، فالعيد سبب لتهيئة النفس البشرية للمضي في سبل السعادة ، ويكفي أن يكون اختتام شهر رمضان الكريم سبب كافٍ لتحقق الرضا الداخلي للفرد وغمره بالسعادة لكي يحاول منحها لمن تربطه بهم عاطفة الحب الصادق.

نسمه (سنيورا)
17 سبتمبر 2008م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook