الأحد، 19 أبريل 2009

خطر

خطـــــــــــــر

ينظر الكثيرون للقوة على اعتبار ان ليس لها إلا الجانب المادي فقط، فقد تكون قوة السلاح أو قوة المال، إلا أن التجارب التي مر بها العالم في السنوات الأخيرة أثبتت أن هناك ما هو أشد من المال أو السلاح، وبرهنت على أن العلم هو القوة العظمى التي تبيني ما غيرها من أوجه القوى وفي مقدمتها القوة البشرية.
فالعلم هو المصباح الذي يخرج الأمم من ظلام الجهل إلى نور الحضارة، وهو السلم الذي يرتقي عليه الإنسان وصولاً الى الروحانية الحقة ، والسلوك السليم ، ولولا هذا الشرف العظيم لما جاء آخر الأديان مؤيدًا للعلم ، مؤكدًا عليه، محرضًا على طلبه والمضي في طريقه، ولولا فضل العلم، وسمو قدره، وعلو شرفه لما قال العزيز في كتابه "إنما يخشى الله من عباده العلماء" ، وكان يقال قديمًا "أدبه فلان" أي علمه، لأن في العلم تهذيب للروح ، وتسوية للسلوك، ولكن القضية اليوم لم تعد محصورة في طلب العلم من عدمه، بل أصبحت قضية ما هو العلم المفروض طلبه؟ وكيف يوظف؟
فلقد تعددت فروع العلم، وبات فيها قسمان كبيران يضمان بداخلهما المئات من الأفرع الصغيرة، فأصبح هناك علم نافع وآخر ضار، وإن كان التصنيف على هذا النحو يبنى في الأساس على طريقة توظيف هذا العلم، فعلوم الذرة والبيلوجيا والكيمياء استخدمت في العهود الأخيرة على نحو مختلف لتخدم أغراض التسليح، وبدأت مسميات الأسلحة النووية، والبيلوجية، والجرثومية، والكيماوية في الظهور والانتشار على مدى واسع، كما استغلت علوم الحاسب ونظم الشبكات لتخدم أغراض التجسس والجريمة: كسرقة البنوك وغيرها، وظهر في العالم وفي قاموس الجرائم ما يعرف بجرائم المعلومات وانتهاك الخصوصية، وبات الخطر كبيرًا جدًا، وأصبح لزامًا علينا أن نحدد اليوم كيف نوظف العلم حتى نبقي على شرفه، وحتى يظل سلم للرقي لا للانحدار الأخلاقي والإنساني.
وليس لنا سبيل إلى ذلك إلا بناء الإنسان روحًا لا جسدًا فقط، والحفاظ على القيم الأخلاقية في ظل تيار المادة الذي يسري في العالم كما تسري النار في الهشيم.

سنيورا
نسمه
12 أكتوبر 2008م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook