الأحد، 19 أبريل 2009

في حب الله

في حب الله

الحب عاطفة سامية منَّ بها الرحمن على عبادة، ويُحار العقل في إيجاد تعريف أو تفسير لهذه العاطفة ، وفي تحديد منبعها، وإن كان الإنسان يعبر عنها بصور عديدة، ويشعر أن منبعها القلب، إلا أن العلم لا يزال عاجزاً عن تحديد مصدر العواطف داخل الإنسان ومن بينها الحب، وإن كنا نؤمن بأن الروح سر من أسرار الخالق التي لم يُطلع عباده عليها حيث قال:" ويسالونك عن الروح قل الروح من أمر ري وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً"، وإن كانت الروح سر من أسرار الخالق فليس من العجيب في شيء أن تكون هناك رابطة بين الروح ومنبع العواطف داخل الإنسان.
واياً كان الامر فعاطفة الحب تنشأ نتيجة لسبب ما، أو أنها مبنية على شعور ما، فإذا قيل أنها وليدة الشعور بالتكامل بين شقين يتميزان بالنقص ويكمل كلاً منهما الآخر؛ فإن هذا المعنى قد ينطبق على عاطفة الحب بين الرجل والمرأة كنقيضين في الحياة يكمل كلاً منهما الآخر، وإذا قيل بأنها عاطفة تنشأ عن الشعور بالانتماء بين اثنين ينتمي أحدهما للآخر؛ فقد ينطبق ذلك على عاطفة الحب بين الأم ووليدها أو بين الأبناء والآباء، وإذا نُظر إليها على أنها وليدة الشعور بالراحة والأمان؛ لكان هذا سارياً على الحب الذي ينشا بين الإنسان ومسكنه أو بينه وبين سيارته أو قلمه المفضل.
ولكن ماذا عن عاطفة الحب السامية بين العبد وربه؟ إن هذه العاطفة لها صورتان: حب الخالق لمخلوقه والذي لا نعلم كنهه، حيث قال تعالى:"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" فحب الخالق لمخلوقه حقيقة واقعة صورتها مجهولة، وإن كان من مظاهرها الغفران والرحمة وقد يكون أيضاً الإبتلاء.
والصورة الأخرى لحب المعبود لخالقه، وتلك تنبع عن مزيج من المشاعر التي قد تتعارض أو يكمل بعضها بعضاً، فالعبد يخشى خالقه، ويتقرب إليه، ويساله عند الحاجه، ويحمده على النعمة، ويرجوه المغفرة، فهو إذن يشعر بضعفه، هذا الشعور بالضعف يولد الشعور بقوة الخالق وعظمته، وكلا الاثنين يولد الحب الذي يدفع بالمخلوق لطاعة الخالق ومراقبته.

نسمه
senura

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook