الأحد، 19 أبريل 2009

أختاه

أختــــــــــــــــــــــــاه

أختاه،
اليوم أعرف معنى الاشتياق وما عرفته من قبل، أو كأن ما مر بي في هذه الحياة رماد نثرته الرياح من حولي ، فلم يعد في ذاكرتي من آثارها شيء، واليوم انا لست هنا، بل أنتي لم تعودي هنا بقربي، لا أدري ما ذا حدث، ولكن أذكر ذاك الحلم المشترك..
أختاه، اليوم أنظر إليكِ ولكن لا تبصرني عيناكِ، أحاول أن أنفذ إلى قلبك فلا أستطيع، لقد أوصدت أبوابه، ولم يعد كما كان، في الماضي كنت أراه، وأرى صورتي تنعكس في عينيكِ، واليوم غابت صورتي من مرآتكِ التي قد اتشحت بالسواد، فقط سواد وصورتي لا تتلاشى لأنها ليست هناك.. أحاول أن أنظر علِّي أرى أعماق قلبك كما كنت أراها منذ سنوات، فلا أرى سوى بصيص من نور والأبواب مغلقة، لا أدري أفقدت مفتاح تلك الأبواب أم أنكِ غيرتي الأقفال؟ أم هو الحزن قرب بين ضلفتي الباب ولم يمنح الفرصة سوى لذاك البصيص الضعيف الذي لا يدل إلا على أنكِ لازلتِ على قيد الحياة، إني أراه نوراً تتخلله الحمرة، بل هي تكسوه حتى بات كالدم أو هو لهيب النيران، لا يا أختي لا تحزني علي، ولا تذرف عينيكِ دمعة، فما أنا ببعيدة، أنا هنا من حولكِ، ألا تشعرين بيدي تمس كتفك؟ ألا تري عيناي تنظر إليكِ؟ وروحي ألم تعد تصاحبكِ في ذهابكِ وإيابك؟
لا يا أختي أنا لم أنسى ما كان بيننا، لازلت هنا بقربك، أراكِ ولا تبصريني، أسمعك وأحدثك ولا تجيبيني، أرى عبراتك تحرق الوجنة الصفراء فينغرس الخنجر في صدري ولا أملك أن أمسح عبراتك كما كنت أفعل، أسير إليكِ وأراكِ تقتربين من طاولتي، تمسكين أقلامي، تداعبين أوراقي، ولكنكِ لا تبلغي مكاني، نعم يا أختي لم أنسى أمنيتنا الوحيدة التي تمنيناها طويلاً ولم تتحقق، أنا هنا الآن وحدي، وقد كنا منذ أعوام نخاف لحظة الفراق، ولكن أبى القدر إلا أن نفترق، وكما مزج الله قلبينا في رحم أمي مزج روحينا ولو فرقتنا العوالم ، ولو كان بيننا خيط الحياة، اليوم بل لا أقول اليوم ولا الأمس ولا اللحظة، فما عاد في عالمي للزمن معنى، ولكن أقول: أختاه أسألك بالله أن تنسي تلك الأمنية، وابتسمي للحياة ، وانظريني في أحلامك، وعلى صفحات كتابك ، وعلى فراشك ، وبجوارك على مائدة طعامك..
انظريني فما أنا ببعيدة بل إلى روحكِ قريبة ، وإني لأسكن في أعماقكِ ، وفي أحلامكِ ، وفي عالم ذكرياتكِ.

نسمة
senura
10 سبتمبر 2007م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتبعني على Facebook